السياسة الأميركية في شمال أفريقيا.. خلطة من التجاهل واللامبالاة
خلطة من التجاهل واللامبالاة ممزوجين بالتردد، تختصر السياسة الأميركية في شمال أفريقيا، وسط ضغوط ملحة تفرضها التطورات على الأرض، خاصة مع عودة بعض خلايا التنظيمات الإرهابية للنشاط في دول عدة، مثل الصومال والنيجر والكونغو الديمقراطية، وليس بعيدا عن ذلك تطورات الصراع في ليبيا، وعدم وجود آفاق لحل قريب، في ظل استمرار تركيا بجلب المرتزقة السوريين لدعم حليفتها حكومة الوفاق.
إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تولي أي اهتمام للتعامل مع منطقة شمال أفريقيا، ولا تبدي أي تطلع لإقامة علاقات مستقبلية مع دول تلك المنطقة، رغم أهميتها في استقرار بقية دول القارة، خاصة كحزام واق في وجه موجات الهجرة، وتعد كذلك مفتاحاً للحرب على الإرهاب، إضافة طبعاً للإمكانات الهائلة التي تتمتع بها خاصة موقعها الجيواستراتيجي، وثرواتها الطبيعية، الأمر الذي جعلها مركزا للصراعات الدولية والإقليمية، ومقصدا للتنين الصيني الطامع بالتغول في القارة.
السفير الأميركي السابق لدى تونس جوردون غراي، والذي شهد بداية “الربيع العربي”، أكد في مقابلة مع مجلة “ناشيونال إنتريست” الأميركية، أن نظرة واشنطن تجاه دول شمال أفريقيا يجب أن تتغير، بصرف النظر عمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتا إلى أن المنطقة تشهد قضايا مهمة بالنسبة لواشنطن ولحلفائها، منها مكافحة الإرهاب والتحول الديمقراطي والهجرة إلى أوروبا والتوسع التجاري، وعليها لإعادة التوازن مقابل التمدد الروسي والصيني في المنطقة، أن تعمل على توفير الدعم وبذل جهد دبلوماسي جاد لإطلاق عملية استعادة الاستقرار في ليبيا، والسعي لتحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة، بما يحقق مكاسب بالنسبة لكل دولها، ويعزز الاستثمارات الخارجية المباشرة بما يحقق معدلات توظيف أعلى. وستكون هناك سوق أكثر نشاطا، بالإضافة إلى المزيد من الاستقرار.