السودان والملف الليبي بين التشكيك والإشادة
حراك ديبلوماسي سوداني كبير أفضى إلى التحضير لاجتماع دول جوار ليبيا الذي سيعقد اليوم الخميس في الخرطوم بحضور أطراف ليبية وإقليمية مهمة من بينها الطرف الأوروبي المشارك بصفة مراقب.
وأعلن المتحدث باسم خارجية السودان بابكر الصديق عن مشاركة ممثلين عن حكومة الوفاق وكافة دول جوار ليبيا والمبعوث الأممي غسان سلامة في الاجتماع، فضلا عن جامعة الدول العربية والاتحادين الإفريقي والأوروبي وفرنسا وإيطاليا.
وأضاف أن هذا الاجتماع يسعى إلى تحقيق تسوية سياسية للأزمة في ليبيا، وبحث انعكاسات الأوضاع فيها على أمن دول الجوار، فضلا عن تدارس قضايا الإرهاب وتهريب البشر والجريمة المنظمة العابرة لحدود البلدان المؤثرة والمتأثرة بالأزمة.
وفي إطار حراك السودان الدبلوماسي لحشد تمثيل أوروبي رفيع في اجتماع دول جوار ليبيا زار وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد 3 عواصم أوروبية هي باريس وبرلين وبروكسل لإقناعها بالمشاركة في الاجتماع ودعم جهود الخرطوم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه بحث الرئيس السوداني عمر البشير مع مبعوث رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الحسن ولمات جهود السودان والاتحاد في حلحلة الأزمة الليبية.
وبحسب صحيفة العرب اللندنية سيشهد الاجتماع طرح مبادرة من الاتحاد الإفريقي بشأن المصالحة الوطنية ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وأشار وزير خارجية إيطاليا “إينزو ميلانيزي” بتصريحات له على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر أكاديمي في جامعة لويس بروما إلى أن مسيرة المصالحة مازالت طويلة ومتشعبة في ظل استمرار الصراعات المسلحة، ما يعني حاجة ليبيا إلى رفقة خارجية لاستعادة أمنها لاسيما بعد مؤتمر باليرمو الذي مثّل خطوة مهمة بحسب “ميلانيزي”.
هذا ورجّح مراقبون اصطدام مساعي الخرطوم للعب دور في حلحلة الأزمة الليبية بمعطيات لا يمكن إغفالها من قبيل الاتهامات التي وجهها قبل نحو أسبوعين الناطق باسم قيادة الجيش الوطني العميد أحمد المسماري للسودان بدعم الإرهاب، لاسيما بعد ورود معلومات بشأن مخطط لنقل إرهابيين من منطقة إدلب السورية إلى ليبيا عبر الحدود السودانية بعد الضربات القوية التي تلقاها تنظيم “داعش” الإرهابي” في العراق وسوريا.
