السودان.. مقتل متظاهر في احتجاجات بالذكرى الثالثة لسقوط البشير
في الذكرى الثالثة لسقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وتعبيرًا عن رفضهم لاستيلاء الجيش على السلطة في انقلاب أكتوبر؛ خرج عشرات الآلاف من المحتجين السودانيين في مسيرات جابت شوارع العاصمة الخرطوم ومدن وبلدات أخرى في جميع أنحاء البلاد، ولم يمنعهم الصيام، وارتفاع درجات الحرارة، والغاز المسيل للدموع من المضي مرددين هتافات مناوئة لحكم العسكر، وتطالب بعودة السلطة المدنية.
وذكر مسعفون أن متظاهرا يبلغ من العمر 19 عامًا قتل برصاص قوات الأمن، في منطقة بحري، وأنه تمت مداهمة مستشفيين يعالجان المتظاهرين، فيما أكد المشاركون عزمهم على المضي بلا تعب في طريق الحرية والعدالة، وانتشرت قوات الأمن والجيش في الشوارع الرئيسة، وتم إغلاق المنشآت الحكومية الرئيسة في العاصمة وكذلك الجسور المؤدية إلى أم درمان وبحري بحاويات الشحن.
وسار عشرات الآلاف في الخرطوم نحو المطار، حيث قابلتهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت أثناء توقفهم لتناول الإفطار.
أفاد شهود بأن الشرطة الاحتياطية المركزية التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها، شاركت في قمع المحتجين في أم درمان، وطاردتهم خلال توجههم نحو مبنى البرلمان في الشوارع الجانبية، بينما سمع دوي أعيرة نارية مع بدء المحتجين الاستعداد للإفطار.
وأشارت الخارجية الأميركية في بيان لها إلى أن “الشعب السوداني لم يحقق هدفه بعد”، مضيفة أنه “يجب السماح بالاحتجاجات السلمية دون خوف من العنف”.
وفي خطوة من شأنها أن تحكم قبضة الجيش على السلطة واستبعاده الجماعات والأحزاب المدنية التي كانت تتقاسم السلطة معه؛ أشارت وثيقة غير معلنة إلى اتفاق بينه وبين الأحزاب السياسية والمتمردين السابقين والفصائل المتحالفة معه، ينص على تعيين حكومة انتقالية، وبرلمان، للحكم حتى الانتخابات المتوقعة العام المقبل، وترشيح أعضاء الهيئات القضائية ولجنة الانتخابات، كما يرفع الاتفاق الجديد من مكانة الجيش باعتباره السلطة العليا في السودان، في انحراف حاد عن اتفاق تقاسم السلطة الموقع بعد الإطاحة بالبشير، والمستند إلى إعلان دستوري.