السراج “يُشعل” مياه ليبيا.. وحفتر يتوعد بـ”الضرب”
أخذت الأحداث في ليبيا بالتسارع منذ إبرام “اتفاق باريس”، ووصول رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى إيطاليا، ثم إعلان روما عن اتفاق مع “رئاسي الوفاق” يسمح بدخول القوات البحرية الإيطالية إلى المياه الإقليمية الليبية.
يقول متابعون إن إيطاليا وافقت سريعا على طلب السراج بعد “اتفاق باريس” لتسبق الجميع وتضع قدما في المياه الليبية، ثم تصبح أمرا “واقعا وقانونيا” وطرفا لا بد من التفاوض معه لاتخاذ أي إجراء في البلد الأفريقي، فيما اعتبر آخرون أن روما فجّرت باتفاقها مع السراج نوعا من الغضب بعد تجاهلها من باريس وتسجيل نجاح الدبلوماسية بشأن أزمة ليبيا لصالح الرئيس الفرنسي الشاب مانويل ماكرون.
أطراف ليبية عديدة لم تنتظر كثيرا للرد، فجاءت البيانات منددة ومستنكرة لخطوة السراج الذي بدا بموقف ضعيف كونه نفى تلك الاتفاقية وقابلته إيطاليا “بالحجة” وهي رسالة بعثها السراج في وقت سابق للجانب الإيطالي يطلبها تنفيذ المهمة.
وكان من أشد الردود، ما أمر به قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية الليبية دون إذن من القوات المسلحة، وهو ما قد يجر المياه الليبية إلى معركة جديدة تزيد من تعقيدات المشهد.
وحتى من قلب المجلس الرئاسي، خرج النائب فتحي المجبري ببيان قال فيه إن هذا التصرف لا يمثل إرادة المجلس مجتمعا ويخالف الاتفاق السياسي، مؤكدا أن مذكرات التفاهم مع إيطاليا لا تتيح هذا النوع من التدخلات، مطالبا المجتمع الدولي بتحديد موقفه من هذه الانتهاكات.
ويرى المتابعون أن ليبيا أمام فصل جديد من أزمتها، وأن مسألة التدخل الإيطالي لها حساسية خاصة عند الليبيين، وستجد هذه التطورات صدىً كبيرا بين الأوساط السياسية والعسكرية وفي الشارع أيضا.