السراج يصل مرحلة الـ”لا رجوع” مع الكبير
تقرير 218
تضمنت كلمة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج يوم أمس، مواضيع عدة، لعل من أهمها العلاقة بين حكومة الوفاق أو المجلس الرئاسي تحديداً وبين مصرف ليبيا المركزي في طرابلس الذي يرأسه الصديق الكبير منذ أيام المجلس الوطني الانتقالي.
وذكر فائز السراج يوم أمس في كلمته المتلفزة أنه وحكومته قد وصلا إلى طريق مسدود مع المصرف المركزي، وأنهم لا يعرفون ماذا يدور في أروقة المصرف، وأن القطعية قد بلغت مداها حتى تم الاستعانة بالوسطاء، والسبب في ذلك يعود إلى أزمات كثيرة، بدأ بالميزانية، ومروراً بمنظومة الاعتمادات، ووصولاً إلى صرف المرتبات.
في كلمة الأمس التي راقبها الليبيين ظهر السراج وكأنه يريده تحشيد الجموع وجلبهم إلى صفه في مقابل صف الصديق الكبير، فالسراج أراد المكاشفة والحديث على العلن حتى يجعل الكبير في موقف محرج ويكون مرغماً على تلبية مطالب الرئاسي بفتح منظومة الاعتمادات ومنظومة أرباب الأسر والالتفات أكثر إلى بند المرتبات وهو ما يبدو أن المركزي أو الكبير يرفضه، والعلة في ذلك هو ضمان الاستدامة المالية للدولة وحفظ الاحتياطي النقدي أو المسبوك حتى تجد الأجيال القادمة ما يعينها.
في كل الأحوال ازداد الخلاف خلافا، وزاد التباعد تباعداً، ومن الواضح أن نقل الصراع من مستوى اللقاءات المغلقة إلى وسائل الإعلام في العلن هو دليل على أن سراج قد رفع شعار لا رجوع للخلف في سجالاته مع الصديق الكبير.