السراج يدعو لدعم مبادرته في نيامي
دعا رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج من العاصمة النيجرية نيامي الاتحاد الإفريقي لدعم مبادرته التي طرحها بعد اندلاع الحرب، توجه يراه كثيرون بأنه يركز على الخارج ويهمل الداخل.
إن أساس كل مبادرة هو ما يشعر به الداخل، وأساس نجاحها أن تفصل المبادرة على مقاسهم فيرتدونها براحة، دون أن يشعروا بضيقها أو باتساعها.
وبحسب قراء المشهد فإن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومن لف لفّه، يستمرون في سياسة التركيز على الأطراف الخارجية، عبر تقديم أنفسهم لها على أنهم القادرون على إقناعهم بمبادرات ظاهرها دستوري قانوني ديمقراطي، وباطنها رومانسي حالم بل وإقصائي في أحيان كثيرة كمبادرته الأخيرة التي أقصى منها لاعباً رئيساً والمتمثل في الجيش الوطني الذي يقاتل التشكيلات المسلحة في طرابلس معقلها الأساسي.
وأصر فائز السراج من نيامي على طرح أفكار ليست بجديدة، ولا توحي بأنه ومستشاريه ولجان أزمته يفكرون خارج الصندوق، بل يواصلون توجيه أصابع الاتهام للجيش، ونعته بـ”الانقلابي” على نوايا الدولة المدنية، التي أصبح السراج رافداً من روافدها وعموداً من أعمدتها، ولكن هذه المرة كان السراج يستعمل صفةً وكيل ليبيا كما قال في اتحاد المغرب العربي.
تحدثت مبادرة السراج التي طرحت في 16 يونيو الماضي عن مسار دستوري وحوار وطني، لكنها أهملت الجانب الأمني وهو مربط الفرس وبيت القصيد ولب المشكلة، ثم جال العالم بحثاً عن الدعم للمبادرة، ولما يقول إنه تصدي “للعدوان الغاشم” على طرابلس، وقد حاول بالأمس من نيامي تجديد طلب لم يلق اهتماما من الاتحاد الأفريقي بدعم مبادرته التي يراها كثيرون ناقصة وغير واقعية وغير ممكنة التطبيق خصوصاً وأن الجيش الوطني يطبق الحصار على الوفاق ويضيق الخناق عليه في معقله.