“السترات الصفراء” تُلوّح لماكرون.. بـ”أحد قاسٍ”
218TV|خاص
ما إن تعافت قليلا شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد نحو عامين من وصوله إلى قصر الإليزيه كأصغر رئيس لفرنسا، حتى صُدِم بحركة شعبية احتجاجية لا تقوى الحكومة الفرنسية على التعاطي معها حتى الآن، وهي التي أنتجتها قرارات اقتصادية غير شعبية لا يستبعد كثيرون داخل فرنسا أن تُسْقِط حركة “السترات الصفر” ماكرون في أي وقت، في ظل تأكيدات بأن ماكرون وحكومته برئاسة إدوارد فيليب لا تستطيع أن تُقدّم أي حلول لتهدئة الحركة الغاضبة التي صارت مكونا مهما في المعادلة السياسية الفرنسية.
وبعد ما بدا أنها “فترة خمول” لحركة “السترات الصفر” خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن بلغت ذروتها في شهر ديسمبر من العام الماضي، فقد عادت “السترات الصفر” يوم أمس السبت بـ”كامل قوتها” إلى أهم أحياء وشوارع العاصمة باريس في “استعراض للقوة”، وهو الأمر الذي نجم عنه صدامات قوية مع الشرطة، وأعمال حرق وتخريب وتدمير الأمر الذي دفع رئيس الوزراء إدوارد فيليب إلى توعد من أسماهم بالمخربين، الذين قالت وسائل إعلام فرنسية إنه جرى اعتقال نحو 150 منهم، وسط توقعات بـ”غِلظة أمنية” على الحركة خلال مظاهرات متوقعة بعد ظهر اليوم الأحد.
ويقول فرنسيون كثر إن مظاهرات اليوم الأحد، والتي قد تمتد حتى ساعات متأخرة من الليل، قد تُشكّل مسارا جديدا في نشاط الحركة في الشارع، مثلما قد تُشكّل مقياسا لـ”طول نَفَس” حكومة فيليب، وقصر الإليزيه في التعامل مع الشارع الغاضب، الذي لا تتوقف مطالبه واحتجاجاته، وسط توقعات بأن يبادر رئيس الحكومة بإعلان استقالة حكومته، وهو ما سيدفع ماكرون إلى تشكيل وزارة جديدة، لكن الضغوط السياسية ستنتقل إلى ماكرون الذي سبق لدعوات أن طالبت برحيله، قبل أن يبدأ بجولات إلى المدن الفرنسية الكبيرة والمؤثرة للتفاوض مع شبابها المحتج، والاستماع إليه مباشرة وهي خطوة ذكية أسهمت في تحسن طفيف في شعبية الرئيس الشاب.