الرياضة والسياسة.. ونظرية الـ “one man show”
براء عادل
تابع البارحة الملايين حول العالم مباراة ريال مدريد وأياكس ضمن دوري أبطال أوروبا، ولاحظ معظم المشجعين تدني المستوى الملحوظ تدريجياً لدى فريق الريال منذ رحيل نجمه السابق كريستيانو رونالدو في يوليو الماضي لينضم إلى صفوف النادي الإيطالي يوفنتوس بعد رحلة دامت 9 أعوام متتالية مع النادي الملكي.
لا عجب فيما حصل إن تابعنا وفهمنا ما كان قبل ذلك؛ فالكثير من الأندية والمنتخبات الكروية تعتمد على شخص واحد هو النجم والهداف والبطل وقائد الانتصارات، لتصاب الرياضة بعدوى السياسيّين والقادة الأبديين أصحاب الحكم الخالد الذي لا ينفد.
أي مكان مهما كان قوياً ويمتلك الكثير من المقومات ونقاط القوة فإنه سينهار انهياراً تاماً في حال كان اعتماده على شخص واحد يدير كافة أموره ويتخذ القرارات المهمة ويحركه كيفما شاء، إذا حصل في يوم من الأيام أن ترك هذا الشخص ذلك المكان لأي سبب من الأسباب، طوعاً أو إجباراً.
بعيداً عن الرياضة نرى ذلك جلياً في عالم السياسة والاستفراد بالحكم لأعوام وربما لعقود كما في حالتنا العربية؛ فلا تجد هنالك إلا الصف الأول الذي يشكل الحلقة المغلقة حول القائد فقط، ولا توجد أيّ ملامح واضحة للصف الثاني تماما كحالة شعار “الأسد أو نحرق البلد” الذي أطلقه الموالون في تعدٍ صارخ على مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة التي يصدّعون رؤوسنا بها ليل نهار.
لا أدري ما المانع أن يكون في بلداننا العربية لقب “الرئيس السابق” فهو ليس إساءة أو إهانة، ففي أقوى دولة في العالم (الولايات المتحدة الأميركية) نرى رؤساء سابقين وليس فقط الرئيس السابق سواء اختلفنا أو اتفقنا مع سياساتها وأكذوباتها في العالم، بينما لا نسمع عندنا إلا بـ “الرئيس الراحل” إذ لا يفرق بينه وبين الكرسي سوى الموت ولا شيء سواه.
إذا استطعنا أن نصل في بلداننا العربية إلى ذلك؛ نستطيع حينها القول إننا بدأنا بالسير على الطريق الصحيحة… طريق النهضة والإصلاح وإعمار الأرض، وإلا فجميع المحاولات لن تعدو كونها كـ “حرث الجمل” كما يقول المثل البدوي.