الدولار وثقافة الغنيمة.. لعنة ليبيا
سليمان الشحومي
إحدى الدرسات الدولية عن دور الدولة تشير إلى تفاوت قيام الدولة بوظائفها وتصنفها عند ثلاث مستويات :
المستوي الأدني، ويشمل : أولاً توفير الخدمات الأساسية مثل الدفاع والقانون وحقوق الملكية مثل تملك الأصول. ثانياً إدارة الاقتصاد الكلي عبر سياسات اقتصادية تجارية ونقدية ومالية متوازنة، ثالثا تقديم الخدمات الصحية، رابعا المساوة عبر حماية الفقراء.
المستوي المتوسط، ويشمل : أولاً تقديم خدمات التعليم و خدمات إصحاح البيئة، ثانيا إصدار النظم والضوابط، ثالثا مجابهة الأمية ونقص التعليم، رابعا الخدمات المالية والتأمينية المناسبة .
والمستوي الثالث يشمل: سياسات التصنيع والتوزيع، وسياسات إعادة توزيع الثروة.
أغلب الدول النامية تكون في المستويين الأدني والمتوسط أو تندمج بين المستويين معا .
أمام الحالة الليبية والتي يبدو أنها في حاجة ماسة لترميم شامل وتدرج في دور الدولة وفقا لمتطلبات المرحلة، فالواقع الذي تعيشه الآن هو حالة الدولة الشبه فاشلة ولا يمكن لها القيام بدورها في ظل الانقسام وتغول أطراف مسلحة وأخرى ذات مصالح، وذلك بسبب ثقافة الغنيمة والصراع حول مصدر التمويل الوحيد وهو الدولار وفروق سعر صرفه الكبيرة بين الرسمي والسوق الموازي، كل ذلك يجعل الدولة تتعثر في جوانب كثيرة من المستوى الأدنى والأساسي لدور الدولة ومؤسساتها.
لاشك أننا نحتاج ليس لإعادة بناء الموسسات الحكومية فقط بل نحتاج لصياغة خريطة لطبيعة وطريقة وأولويات عمل الدولة ومؤسساتها الحكومية وعلى رأسها إعادة توحيد البنك المركزي وإيقاف الصراع على الغنيمة وإتاحتها بعدالة أمام الجميع عبر تعديل سعر الصرف.ر الصرف.
المصدر : صفحة الكاتب على موقع فيسبوك