الدراسة الجامعية “شكوك وغموض”.. وسوق العمل “مُضّطرب”
218TV| خاص
الحقيقة المُرّة التي يستفيق عليها الليبيون منذ سنوات أن بلادهم التي حُكِمَت بـ”الحديد والنار” طيلة أربعة عقود خلت من نظام تعليمي واضح المعالم، فيما تبدو “المصيبة أعظم” في شأن التعليم الجامعي الذي كان يرضخ أسوة بباقي المرافق الليبية إلى “تدمير مُمنهج”، إذ أن كثير من الجامعات لم يُسْمح لها بتبني نهج “عصرنة النظام التعليمي” على مستوى الجامعات، في ظل تراجع التقييم عالمياً لمخرجات التعليم العالي في ليبيا في عهد نظام العقيد معمر القذافي الذي “حشر أنفه” في الخطط التعليمية، في ظل “حلقة ضيّقة” كانت تعتقد أن “رغبات العقيد” هي “أوامر ونظريات” واجبة التنفيذ.
في سنوات ما بعد فبراير ازداد الملف التعليمي في ليبيا اضطرابا في ظل انقسام سياسي مُتصاعِد، وصراعات أمنية وعسكرية مريرة أجبرت المؤسسات التعليمية في عدة مدن ليبية على إغلاق أبوابها، فيما تحوم شكوك ما إذا كانت العملية التعليمية حول ليبيا في ظل عدة مؤسسات سياسية “مُتشظّية” تحظى بـ”النزاهة والمصداقية” خصوصا في ظل ما يشبه انعدام عمل المؤسسات الرقابية، مع شكوك أخرى بانتظام العملية التعليمية، أو ما إذا كانت مُخْرجات الجامعات الليبية متوائمة مع سوق العمل الذي يخلو تماما من “الفرص والاحصائيات والتحليلات”، وهو واقع مرير لم تلتفت إليه الحكومات والمؤسسات السيادية المُنْشغِلة بصراعاتها وخلافاتها و “بياناتها المُضادة”.
تقول أوساط مُواكِبة لملف التعليم في ليبيا إنه يعاني من “الاضطراب”، وغياب الخطط والتخطيط المرتبط بـ”الحاجة الحقيقية” لسوق العمل في ليبيا، الذي خضع هو الآخر إلى “أنماط وواقع” مختلف عما كان عليه الحال في سنوات العقيد، إذ تحتاج ليبيا في المرحلة المقبلة إلى تخصصات جامعية مفيدة لسوق العمل، فيما تطالب أوساط أكاديمية بأن تُفْتح تخصصات أكاديمية جديدة تحتاجها مرحلة إعادة إعمار ليبيا، منعا لإغراق ليبيا مُجددا بالعمالة الوافدة “الجاهزة والمُدرّبة”، إذ أن بدء تخطيط سليم عبر الربط بين التخصصات الجامعية وحاجة سوق العمل، هو أمر مفيد، ويُخفّف الضغط مستقبلا على “ليبيا الجديدة”.