الخميني شاعرا*
دانييل كالدر
ترجمة: عمر أبو القاسم الككلي
لعل آية الله روح الله الخميني (1902 – 1989) القائد الإيراني الأعلى، اشتهر، أكثر ما اشتهر، بكرهه المفرط لعمل سلمان رشدي. وبالفعل، فآية الله (أو الإمام، مثلما يحب أن يدعى) كره “آيات شيطانية” كرها بالغا حد أنه دعا إلى إعدام رشدي.
في هذا المقال أركز على الخميني من حيث هو مؤلف مبدع، وهو جانب مجهول في الغرب، رغم غزارة إنتاجه اللافتة. والمواضيع التي غطاها تشمل شروحا للقرآن والحديث، وأعمالا عن الشريعة الإسلامية، إضافة إلى أسفار متعددة في الفلسفة والتصوف Gnosticism والشعر والأدب والسياسة.
وعلى أي حال، غزارة الإنتاج ليست دليل جودة. بيد أنه من الصعب على الذين لا يتقنون الفارسية الحكم على عمل الخميني، بما أن القليل منها فقط متاح في الترجمة.
وأخيرا قادني بحثي اللائب عن مزيد من أعمال الخميني إلى قصيدته الاستثنائية المنشور أصلها الفارسي في “الجمهورية الجديدة” سنة 1989، حينما كان الخميني يطالب بقتل رشدي، ويستعد هو نفسه للقفز إلى الخلود. لقد كنت مهتما بما يمكن أن يكشف عن جانب من الخميني مجهول لنا في الغرب، إنه الجانب الأكثر رقة لرجل الدين الملتحي المحافظ**.
ويالها من قصيدة! إذا كان البيتان الأولان مُجفلين:
“أسرني يا حبيبي خال شفتك
رأيت عينك الوسنانة فمرضت
ثم السطور التالية مذهلة تماما:
افتحوا لي باب الحانة ليل نهار
فقد مللت المسجد والمدرسة”***.
وينتهي الأمر كله بالتخلي عن الإسلام لصالح “صنم الخمارة”.
ومع الأخذ في الاعتبار واقع أن آية الله يستخدم شخصية شعرية [متخيلة]، فإن القصيدة تنطوي بشكل واضح على تفكير حر، وحتى بِدعي heretical. إلا أنه… حسب مترجم الخميني إلى العربية الأستاذ محمد علاء الدين منصور من جامعة القاهرة، فإن هذه النغمة العلمانية الظاهرة مضللة:
“شعر الخميني كان حصرا وسيلة لإظهار أفكاره الصوفية والروحانية وهو يصلي لله ويتأمل في غوامض الخلق”.
* العنوان الأصلي للمقال: أدب الدكتاتور: شعر آية الله الخميني Dictator-lit: The poetry of Ayatollah Khomeini. وقد ترجم مختصرا وبتصرف.
** في الأصل: الرجعي reactionary.
*** لم نترجم المقتطفات عن الإنغليزية، وإنما نقلناها عن: “أشعار الإمام الخميني”. ترجمه عن الفارسية: غسان حمدان. التنوير. بيروت – لبنان. إيوان. دمشق – سوريا. ط1. 2007. ص 134.