الحلم لا يتحقق مرة واحدة
عبد الرحمن الشرع، شاعر مثقف ،متابع دقيق ومشارك في الشان العام وصاحب تجربة طويلة وسجين سياسي لمدة عقد ونصف في عهد القذافي.
218 التقته في الحوار السريع التالي :
سأله أنيس فوزي
هل الحكومة الآن قادرة على السيطرة فعليًا على الأرض، وممارسة مهامها في ظل انتشار المليشيات؟
- أعتقد إذا تم القبول بحكومة الوفاق –مهما كان شكلها- بالإمكان إلى حد كبير السيطرة على كل المليشيات التي انضوى تيارها السياسي في الحوار، ولن يبقى في المشهد إلا المليشيات التي رفض ممثلها السياسي الحوار والتي ستعتبر إرهابية وسيسهل تحديدها والتعامل معها.
ليون اقترح عقوبات منتظرة من مجلس الأمن في حق معرقلي الحوار السياسي .. كيف يمكن ان تكون شكل هذه العقوبات؟
كالعادة، هي تمثل تهديد فقط ولم تكن جدية، لازال يكرر هذه التهديدات ليحافظ على الحكومة المقترحة… والعقوبات قد تقتصر الآن فقط على تجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر خارج البلاد فقط.
وفق هذه السيناريوهات المتضاربة.. إلى أين يمكن أن يصل مسار الحوار السياسي ؟
- لازالت هناك فرصة للوصول إلى السلام. المطلوب هو أن يتحلّى الجميع بالمسؤولية والصبر لمعالجة قضاياهم.
هل ترى أن التقسيم الجغرافي يتحقق فعليا في المشهد؟
- سياسيا، بدأنا نعترف أن هناك تقسيم فعليّ، حكومتين، برلمانين، ويتعامل الغرب معنا على هذا الأساس،
أمّا داخليًا، أنا لا أحب هذه التسميات وأنا عرفت ليبيا واحدة، وستظل دائمًا واحدة رغم تربص المخربين بها.
هل تتوقع أننا سنشهد انقسامًا بين الأطراف السياسية والعسكرية، عندما ترفض الأخيرة نتائج الحوار؟
- من يقرأ نتائج الحرب يعرف أن الجميع الآن يرى أنها لا تأتي بأي نتيجة إيجابية للبلد، كلهم يدركون أن الحرب خسارة، سببت في فتن بين المدن، وخربت الاقتصاد وعطلت مصالح الليبيين، لذلك، أي جهة عسكرية أو إرهابية أو قبلية أو غيرها ستحاول إعادة الحرب من جديد أعتقد أن الشعب كله سيقف في وجهها.
كلمة أخيرة..؟
أنا على يقين بأن البلاد ستظل دائمًا كما أردناها، لكن الأمر يحتاج للصبر والتعقل، وأن يتحلى المسؤولين بالروح الوطنية حتى نصل لوضع أفضل ..وعلينا أن نعلم أن الحلم لا يتحقق دفعة واحدة، ولكنه يتحقق عاجلاً أم آجلاً.. لنرى بلادنا كما نحبّ.