الحكواتي يعود لأجواء رمضان بدمشق
(رويترز)- بعد سنوات من الحرب والقتال يمضي عشرات السوريين ليالي رمضان في مقهى قديم بدمشق (مقهى النوفرة) حيث يستمعون إلى حكايات انتصارات أبطال عرب قدام.
ويروي حكواتي بزي عربي تقليدي قصة عنترة بن شداد، وهو شاعر عربي ومحارب عاش في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.
وربما يكون حكواتي مقهى النوفرة هو الحكواتي الوحيد المتبقي في المدينة. وتعلم أحمد اللحام هذه المهنة من عمه الذي كان حكواتيا أيضا.
ولما تقطعت السبل بالحكواتي الأصلي في المقهى ولم يعد يستطيع المجيء من بيته في الغوطة الشرقية بسبب الأزمة، عمل أحمد اللحام كحكواتي في مقهى النوفرة.
وقال أحمد اللحام لرويترز “لأنه افتقدنا ها الخامة اللي هي اسمه الحكواتي، وكان فيه هون حكواتي واحد واتنين ماتوا الله يرحمهم، ومنهم ببداية الأزمة ما كان يحسن ييجي. فهون فيه ناس كتير بتيجي بتقصد ها المكان هدا من شان الحكواتي فأطلع أنا، أمر طبيعي، لأ وبفضل الله عندي الأهلية فتمسك فيني أنا صاحب القهوة وقال لي أنت بدك تتم هون عندنا حكواتي”.
وفيما يتعلق بمستقبل مهنة الحكواتي أوضح اللحام أنه مع قلة راتب الحكواتي وقلة العاملين في المجال فإن المستقبل لا يبشر بخير. وأضاف “والله مستقبل الحكواتي إذا كان ما شمله عناية مثل ما قلت لك، عناية، من يعني بمستوى عالي، إلى انقراض لأنه للأسف يعني ما عم يلتقى بديل”.
وأوضح اللحام أنه يروي فصلا من القصة لمدة نصف ساعة في اليوم موضحا أن الحكاية أو القصة كلها قد تستغرق عاما.
ويتحمس كثير من رواد مقهى النوفرة للحكواتي لدرجة أن أحدهم ويدعى أبو مازن مبيض يتردد على المقهى من 40 سنة بشكل يومي ليسمع قصص الحكواتي.
وقال مبيض لتلفزيون رويترز “أنا كل يوم بآجي لهون، صار لي من 40 سنة بأقعد هون بها القهوة يومي، وبآجي بأسمع الحكواتي. نحنا أجتنا مدة الأزمة سبع سنوات اللي أجت الأزمة خدت الحكواتي ما عاد ييجي. ما عاد يحسن ييجي لهون فقطعنا عن الحكواتي مدة، هلق (الآن) الحمد لله رب العالمين الأزمة انتهت ونحنا بخير، بلش (بدأ) هلق الحكواتي من واحد رمضان، بلش بقصة عنتر من أولها. فالسميعة اللي هلق بتسمع من واحد رمضان عم تيجي يوميا، تيجي تسمع القصة”.
وكان الحكواتي هو وسيلة التسلية والترفيه الوحيدة للسوريين قبل دخول التلفزيون للبلاد.