الحرائق.. خطر يتربص بالغابات في ليبيا يعززه التقصير الحكومي
يعد ازدياد نسبة الحرائق مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة أمرا طبيعيا يحدث في أغلب دول العالم، حيث تؤدي الحرائق إلى خسائر في الأرواح والغابات والممتلكات، وفي سبيل للسيطرة عليها تولي الحكومات أهمية خاصة بوسائل الإطفاء وتجهزها، خاصة مع قرب فصل الصيف لتكون على أهبة الاستعداد في حال وقوع أي طارئ.
لكن الوضع في عدد من دول العالم يختلف ومن بينها ليبيا التي مزقها الصراع السياسي ولفت انتباه قادتها عن هذا الخطر الذي يتهدد الثروة الغابية فيها، فقد شب حريق في منطقة زلة قبل أيام أتى على 800 شجرة نخيل فيها واستمر ليومين، في حين عبر عدد من النشطاء عن استيائهم من غياب جهاز المطافئ عن ممارسة دوره ومهامه أثناء اندلاع الحريق بسبب عدم وجود سيارات لإطفاء الحرائق أصلا في زلة.
كما اندلع حريق آخر في غابة عين مارة، ولم تتمكن فرق الإطفاء التابعة لهيئة السلامة من السيطرة عليه إلا بعد يومين من اندلاعه، وأصدرت الهيئة عقب الحريق توضيحات أرجعت تأخر إطفاء الحريق إلى ارتفاع درجات الحرارة، وصعوبة الوصول إلى المنطقة الوعرة التي توجد فيها الغابة الشاسعة.
ودعا نائب رئيس الحكومة الليبية سالم الزادمة إلى تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحريق، وحصر الخسائر لتعويض المتضررين، وتوفير مضخات ومعدات إطفاء الحرائق اللازمة، معربًا عن أسفه لاحتراق مزارع زلة، مؤكدًا في الوقت ذاته على التزام الحكومة بدعم سلطات الحكم المحلي، وتمكينها من الاستجابة السريعة للتعامل مع الحالات الطارئة.
وأشار المسؤول بإدارة السيطرة والإطفاء في هيئة السلامة الوطنية عبد السلام الصغير في حديث له مع موقع العربي الجديد إلى أن السلطات تواكب الحرائق سنوياً بالبيانات والوعود من دون رفع جاهزية الأجهزة المعنية بمقاومة الحرائق، وأن هناك قصورا في الميزانيات المتوفرة، منتقدا عدم فتح تحقيق في أسباب عدم قدرة الدفاع المدني على السيطرة على الحريق بزلة.
يأتي ذلك فيما يقوم رئيس هيئة السلامة الوطنية عثمان مليقطة بزيارة إلى إيطاليا لبحث عدد من الملفات المتفق عليها بين الجانبين لتفعيلها من أجل تطوير أداء الحماية المدنية في البلدين والاستفادة من خبرات الجانب الإيطالي في مجال الإنقاذ البري والبحري وعمليات الإطفاء.