الجيش يُحرّك “حنين” الرئاسي للجنوب
تقرير| 218
بعد أن كان الجنوب الليبي “نسيًّا منسيًّا”، أصبح اليوم الاهتمام الأول، وبعد أن كان أهله في الوقت القريب يناشدون الحكومات في ليبيا لإنقاذه، بات قِبلة رئيسية للمجلس الرئاسي الذي كلّف علي كنة آمرًا عسكريا لمنطقة الجنوب، بعد وصول الجيش الوطني إلى هناك، ما يعني أن تكليف الرئاسي كان ردّة فعل على تحركات الجيش، ولم يكن ضمن الخطة الأمنية لحماية أهل وسيادة الجنوب التي استبيحت من قِبل العصابات المسلحة.
ولم تتوقف الأحداث التي تأتي تِباعًا مند أن اتجهت بوصلة الأطراف المناهضة للمؤسسة العسكرية، تكشف التخبّط الكبير الذي وقع فيه المجلس الرئاسي ورئيسه فائز السراج، في كل أزمة تمرّ في ليبيا. وتستدعي السؤال الأهم فيها، ما الذي كان يمنع رئيس المجلس الرئاسي من تكليف علي كنة آمرا للمنطقة الجنوبية، ولماذا كل هذا الحراك من قِبله الآن على وجه التحديد؟.
ولم يُطفئ تكليف كنّة نيران الأزمة المتواصلة، بل زادها توهجا بعد أن حاولت أطرافا توظيف كنّة في صراعها الشخصي مع المشير خليفة حفتر على حساب أمن وسيادة الجنوب، وهو الأمر الذي طفا على سطح الأحداث الساخنة هناك وغيّر مُسمّياتها من عملية لتطهير الجنوب من العصابات المارقة، إلى صراع مباشر بين المجلس الرئاسي والمؤسسة العسكرية.
يرى مراقبون في المجلس الرئاسي الذي لم يستطع فرض الأمن على العاصمة طرابلس لأعوام، أنه دخل في مراحل صعبة وقاسية على مصيره الذي أصبح حبيسًا للبيانات والتكليفات، التي عادةً ما تكون سببًا في تغذية الصراع الداخلي، والتي كان آخرها المغامرة بإقحام الجنوب الليبي في لعبة التأييد الدولي وشرعية الورق التي لم تُقدّم له إلا الإحراج المتواصل.