الجيش ينتصر في حربه على تُجّار البشر في الجنوب
سلّطت صحيفة اندبندنت في نسختها العربية، على ملف الجنوب الذي كان البوابة الرئيسية لتدفق المهاجرين غير القانونين على ليبيا، ومنها إلى أوروبا، في تحقيق صحافي كشفت فيه أن دخول الجيش الوطني للجنوب ومدينة سبها على وجه الخصوص، أثّر بشكل كبير على تُجّار البشر بعد قبضة رجال الأمن و تفعيل مكافحة الهجرة في المدينة ومطاردة كل من له علاقة بالإتجار بالبشر.
“انخرب بيتنا”
ويُعبّر أحد العاملين في تهريب البشر، بلهجة ليبية “انخرب بيتنا” بعد دخول الجيش للمدينة، التي كان يمرّ منها المهاجرين من القطرون ثم إلى سبها، وبعدها يُرحّلوا إلى شمال البلاد. ويشير أنه يكسب ما قيمته 300 دينار من المهاجر الواحد.
ويضيف “عبدالعظيم” في حديثه للصحيفة، بعد دخول الجيش الوطني وسيطرته على المدينة، أصبح العمل في مجال تهريب البشر أمرا صعبًا.
وكان غرفة تحرير الجنوب قد أعلنت فور سيطرتها على المدينة، أنها ستحارب الإتجار بالبشر ومن ستلقي القبض عليه سيتم إحالته للمسائلة القانونية.
نهاية فوضى الجنوب:
وحرِص الجيش الوطني مند وصوله للجنوب الليبي، على دعم وتفعيل الأجهزة الرقابية والإدارية بالمنطقة، وكان أبرزها جهاز مكافحة الهجرة غير القانونية، الذي كان متوقّفا مند العام 2014، وهو الأمر الذي جعل أحلام الواهمين باستمرار الفوضى وتجارتهم غير القانونية تتبخّر وتتوقف بشكل ملحوظ وكبير في مدينة سبها التي تعدّ من أبرز المواقع التي يعتمد عليها المُهرّبين.
بوركينا فاسو وإيطاليا:
ويحكي “يوسف تروالي” مهاجر من بوركينا فاسو، وصل سبها قبل فترة، “كان من المفترض أن أكون في إيطاليا الآن”، ويخشى أن يتم اعتقاله ويُرحّل إلى بلده وتنتهي أحلامه بالهجرة.
ولم يقف نشاط تهريب البشر في الجنوب عند هذا، فدوريات الجيش الوطني التي تنتشر في عدة بوابات ومنافد وطرق في سبها ومدن أخرى، زادت الخِناق على أصحاب السيارات الصحرواية التي يمتهنون تهريب البشر، في تعميم الجيش بإزالة الزجاج المعتم وإبراز الأوراق الرسمية للسيارات، وكذلك البيوت التي تؤجر لعدة أغراض منها لتجميع المهاجرين قبل ترحيلهم لمناطق أخرى.
ويوضح التحقيق الصحفي، إن شراسة المعارك التي يخوضها الجيش مع العصابات الإجرامية، جعلت من مناطق العبور للمهاجرين مناطق صعبة التنقّل عبرها، وتحديدا في مرزق وأم الأرانب. ما جعل أحد سائقي شاحنات نقل المهاجرين “عبدالسلام” يكشف للصحيفة بقوله: “علينا أن ننسى تلك الفترة من الازدهار التي عشناها منذ العام 2011 وحتى دخول الجيش، هذا التعايش مع الوضع الجديد خيار متاح الآن قد لا يتوافر مستقبلاً، خصوصاً إذا ما نجح الجيش في حسم معارك الجنوب”.
وأشارت صحيفة اندبندنت، أن الهجرة غير القانونية في ليبيا لا يمكن إيقافها، لكونها تجارة عالمية، واصفة إياها بأنها أكبر من الأجهزة الليبية، لأنها غير منظمة ومازالت البلاد تعيش حالة من الإنقسام.
وتابعت في تحقيقها، أن معمر القذافي إبان حكمه حاول استخدامها كورقة ضغط على أروربا، رُغمًا عن فشله في إيقافها داخل بلده. وختمت بقولها: أنه وبعد دخول الجيش الوطني للجنوب، يجب العمل على وضع آلية تضبط هذا الملف ومعالجته.