الجيش يتصدر المشهد الجزائري..وبوتفليقة صامت
218TV | خاص
في غياب تام للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن المشهد السياسي في الجزائر، باستثناء صورة واحدة وثابتة له، بعد ساعات قليلة من عودة من رحلة طبية إلى إحدى المشافي السويسرية، فإن الجنرال قايد صالح قائد الجيش، ونائب وزير الدفاع هو الذي يتصدّر المشهد السياسي في البلاد المضطربة سياسيا على وقع مطالبات بابتعاد بوتفليقة عن السلطة، ورفض ترشحه لولاية جديدة قال إنه “لم ينو قطّ” الترشح لها، الأمر الذي أثار تساؤلات عمّن قدّم أوراق ترشح بوتفليقة، وأثار غضباً عارماً.
وأطل الجنرال صالح اليوم ليقول إن الشعب والجيش في قارب واحد، وأن الجيش سيضمن الأمن، داعيا الجزائريين تفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد، لافتا إلى الشعب واع بشدة، إذ تحدث الجنرال قائد الجيش إلى كبار الضباط في المؤسسة العسكرية، فيما قالت وسائل إعلام جزائرية إن الكلمة التي ألقاها قائد الجيش موجهة إلى الشعب الجزائري، وهو ما أثار تساؤلات ما إذا كان هذا الظهور المتكرر مقدمة لظهور أعمق في المشهد المضطرب.
وخلال أسبوع ظهر قائد الجيش في ثلاث إطلالات إعلامية متتالية، الأمر الذي تساءل معه جزائريون ما إذا كان الجنرال قايد صالح يريد تصدّر المشهد السياسي، واستلام السلطة في مرحلة لاحقة، رفقة تقارير قالت إن مستويات عليا فرنسية أبلغت المؤسسة العسكرية الجزائرية إنها لن تكون راضية عن أي استيلاء عسكري على السلطة في الجزائر، وأن باريس تُفضّل عملية انتقالية تقودها شخصية سياسية مستقلة، فيما تقول التقارير إن الجيش لا يزال يفتح خطوط التفاوض مع المؤسسات الثقيلة في باريس، لإبرام صفقة تؤول بموجبها السلطة إلى المؤسسة العسكرية.
وأظهر قائد الجيش الجزائري “سيطرة تامة” على بوتفليقة، إذ إن قرارات بوتفليقة بشأن سحب ترشحه، وإرجاء الانتخابات الرئاسية، وإقالة رئيس الوزراء أحمد أويحيى قد اتخذت بعد “كلمة سرّ” تلت لقاء يتيما عقده بوتفليقة مع قائد الجيش، الذي ظهر معه في “الصورة اليتيمة”، الأمر الذي أعطى انطباعاً بأن قائد الجيش يهيمن فعليا على القرار الرئاسي في الجزائر، وأن المؤسسة العسكرية ربما تتولى السلطة في أقرب أجل ممكن، ولو لفترة انتقالية، دون أن تُعْرَف ردّة الفعل في الشارع الغاضب منذ نحو شهر.