الجيش يتصدّر سيناريوهات المشهد الليبي
ازدادت الرُّقعة الجغرافية للجيش الوطني بعد إعلانه تحرير الجنوب من الجماعات المارقة والمتطرفة التي كانت تستنزف ثروات ليبيا وتأوي الإرهابيين بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي استقبله أهالي الجنوب الليبي بالترحاب بعد سنوات عاشوها في ظل الفوضى.
لكنّ تساؤلا طرأ على المشهد الليبي، تزامن مع التحركات العسكرية في الجنوب، وهو مالذي يُمكن أن تنتجه عملية التحرير وما بعدها من سيناريوهات متوقّعة أن تشمل مناطق أخرى بعد الجنوب الليبي وتحديدا في المنطقة الغربية التي بدأت مؤخرا بتأييد تحرّكات الجيش.
ويتشابك السيناريو الآخر مع المساعي الأممية التي تأمل في عقد ملتقى شامل في ليبيا، يضمّ كل الأطراف الفاعلة والمُهمّشة، حول إمكانية تأمين الجيش الوطني للملتقى والانتخابات المرتقبة، وخصوصا بعد التأييد الكبير للمؤسسة العسكرية مؤخرا.
أما عن التحالفات التي تُعقد في الخفاء بحسب مراقبين، فإنها تندرج في سياق تجنيب المناطق -التي لم يصلها الجيش- أي اشتباكات مسلحة، والاتفاق غير المعلن بين المناهضين للمشير خليفة حفتر بعد سنوات من العداء، دفع ثمنها الليبيون من جيوبهم.
وحول ما تبقّى من السيناريوهات المحتملة، فإن أبرزها يتمثل في خروج المجتمع الدولي وإعلان موقفه الحقيقي من المؤسسة العسكرية وقائدها العام، ومباركة العمليات العسكرية في الجنوب التي تعدّ المنجم الكبير لأزمة الهجرة غير القانونية والتهريب والإرهاب.