“الجنتلمان” يستعين ب “أبونواس”.. هل يُطفئ محركاته؟
218TV|خاص
مع اقتراب عامه الثاني لبدء “مهمته المستحيلة” في ليبيا لا يزال المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة “وفياً” لخبرته في “التلميح” إما بعبارات غامضة أو بصور تقول الكثير، لكن “الجنتلمان اللبناني” الذي وصفت قناة (218) قبوله بمهمة تمثيل الأمم المتحدة في ليبيا قبل عامين بأنها “رحلة محفوفة بالمخاطر إلى حقل الأشواك الليبي” بدأ يستعين بأبيات شعرية عدة ظهرت في تغريدته المثيرة والمحيرة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بعد ظهر اليوم الجمعة.
ورغم أن سلامة الذي لم يُصادِف نجاحا كبيرا في مهامته الأممية من قبل يقول في مجالسه الخاصة إن صفحته على تويتر خاصة وليست مخصصة لعمله كمبعوث أممي في ليبيا، إلا أن كثيرين باتوا يعرفون أن سلامة الذي وصف نفسه من قبل ب”الإطفائي” قد بات متعباً، وأنه يُعْتقد على نطاق واسع أن مهمة الأمم المتحدة في ليبيا قد باتت تواجه “استعصاءً دبلوماسيا” يصعب معه أن يتحلى سلامة ب”دبلوماسيته وآماله العريضة”، إذ إن كثيرا من الصور لسلامة في الأشهر الأخيرة تُظْهِره “شارداً” ب”هموم ثقيلة”، وتبدو عليه “علامات الصفنة”، و”وضع اليد” على الخد، وهي علامات تُشكّل مجتمعة ما يبدو لكثيرين اقتراب سلامة من “لحظة اليأس” في ليبيا.
اندفع الرجل إلى حقل الأشواك الليبي وهو يحظى ب”تفضيل دولي” كونه ابن منطقة الشرق الأوسط “الحبلى” منذ عقود طويلة ب”أزمات مستعصية” لم يكن بلده لبنان استثناءً منها، وكونه ظهر ك”انتحاري” في مهمة أممية في العراق حينما مرّ الموت من جانبه خلال تفجير انتحاري ضخم لمقر البعثة الأممية في العاصمة العراقية بغداد، إذ قضى العديد من العناصر الأممية في ذلك التفجير، لكن سلامة الذي اندفع مع بدء مهمته الليبية ب”آمال عريضة” بدت حرب العاصمة كما لو أنها قد سحبت كثيرا من مخزون هذه الآمال التي لا يعرف أحد غير سلامة كم بقي منها، وما إذا كانت صالحة ل”إطفاء الحريق الليبي” أم لا.
يستعين سلامة بالشاعر أبي نواس بالقول: “دع عنك لومي إن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء”، لكن سلامة الذي انتقى أبياتا معينة من “القصيدة النوّاسية”، وقفز عن أخرى لم يُلمّح عن هوية من يلومه، ولم يُفصِح عن “الداء” الذي تعاني منه ليبيا، و “الدواء المقترح” الذي يراه مناسبا للحالة الليبية، وهو ما يُبْقي سلامة الذي يقول كثيرون إنه يستعد ل”إطفاء محركاته” وفياً ل”ميدانه المفضل” في التلميح إلى ما يعرفه كثير من الليبيين.