الجامعة الدولية معجزة “بنغازي”
سالم الهمالي
قمت وزميلي الدكتور عبدالمجيد العقيلي خلال زيارتنا لمدينة بنغازي بزيارة مقر الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية، وتشرفنا بجولة واسعة في مرافقها بصحبة رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمد سعد أمبارك والاستاذ الدكتور السنوسي محمد الطاهر عميد كلية طب الأسنان. صرع علمي كبير، يعج بالحركة والنشاط التعليمي الباهر، تعجز الكلمات عن وصفه او توفيه حقه.
خلية من النحل، طلاب يجوبون الساحات والممرات ويملأون القاعات والمعامل، ظاهر على وجوههم الانشغال بالعلم والتعلم. بدأناها بجلسة بمكتب رئيس الجامعة سرد لنا فيها تاريخ إنشاءها والطريقة العلمية الحديثة في تدريس مناهجها، مع إضافات من الدكتور السنوسي لمختلف البرامج العلمية، كل ذلك لم يكن كافيا لما رأيناه من إنجاز استثنائي ( خارق للعادة) بكل المعايير، خصوصا اذا علمنا بالظروف التي تمر بها مدينة بنغازي خلال الأربع سنوات الماضية.
قمة في النظافة والنظام، معامل جهزت للمرة الثانية بعد ان عبث بها الصراع المسلح، وطلاب واساتذة في قاعات الدراسة والمعامل التدريبية يتداولون المحاضرات والدروس التفاعلية بهمة ونشاط. دخلنا المشرحة لنجد الطالبات يتحلقن حول درس عملي في علم التشريح بأدق تفاصيله. عرجنا على معمل كبير به معدات حديثة للتدريب على معالجة الأسنان وجذور أعصابها في درس عملي لطلاب الامتياز والخريجين الجدد.
المكتبة على أحدث طراز، وهي المكان الوحيد الذي لم تطاله ايدي العابثين، فيها طلبة مكبين على مراجعة دروسهم عن طريق الشبكة العنكبوتية ونظام إلكتروني للإعارة، على أحدث طراز.
عيادات الأسنان تحسبها ( عيادات خاصة) نظافة واضاءة ممتازة وكراسي متطورة، وطلاب السنة الرابعة يعملون بكفاءة تحت أنظار مرشديهم من المعيدين والاختصاصيين الذين وجدناهم في كل عيادة. راقبت الحركة والثقة التي يعمل بها الطلاب وقلت: ” ما شاء الله وتبارك الرحمن وربي يحفظكم من العين”.
في احدى القاعات وجدنا حلقة علمية في العلوم الصيدلانية والجينوم، اشترك فيها الاستاذة والطلاب بطريقة سلسة وعلمية، تشجع الطالب على البحث والتقصي.
وقفت على المصلى الذي يتوسط المكان بما يجعله متاحا للجميع، وتجولنا في الجزء الجديد المضاف الى المباني السابقة بسعة ٤٠٠٠ متر مربع، والعمال والمهندسين يعملون يسابقون الزمن للانتهاء منه قبل بداية العام الدراسي الجديد. لا تكتمل الجامعة بدون وجود الكافتيريا، التي تزينت بزائريها وتعطرت برائحة القهوة. حتى المكتب الاجتماعي لم يغفلوا عنه، بأستاذة متخصصة لمعالجة حاجة الطلاب. كما لم أغفل عن زيارة الحمامات، التي وجدتها في قمة النظافة.
ان ترى ذلك في ليبيا فهو إنجاز، وان يكون في بنغازي فتلك معجزة، اما ان تَراه بعينك فهو بدون أدنى شك مدعاة للفخر والاعتزاز …
اليكم جميعا في الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية، كل الشكر والتقدير، انتم فخر لليبيا والليبيين، ودليلا ساطعا على انه بإمكاننا ان نحقق المستحيل متى توفرت الإرادة والقيادة والرؤية والعمل الجاد …