“الجارح” يكشف لـ”218″ عن “الأمر الخطير” الذي يُواجه ليبيا
دلالة الأرقام:
أشار الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح، في مداخلة له عبر برنامج البلاد، إلى فترة سابقة عندما تم اعتماد آلية انتخاب الحكومة من خلال ملتقى الحوار السياسي، حيث اتضح أن الاتجاه الذي ذهبت إليه اللجنة الاستشارية في جنيف هي عمل نوع من التنسيق أو الخلط ما بين نظامين كان عليهما تنافس، والذي بسببه حدث عدم الاتفاق بين لجنة الحوار في اللقاء الأول حول آلية الاختيار وعدم القدرة في الحصول على نسبة الـ75 ٪.
وقال: صحيح تم الربط بين النظامين، ولكن منذ البداية كان واضح أن نظام الأقاليم لن ينجح.
وأضاف “الجارح”: تم الانتقال إلى نظام القوائم، حيث يتم إعداد قائمة مكوّنة من ثلاثة أعضاء في المجلس الرئاسي ورئيس حكومة شرط تحصل هذه القائمة على 17 تزكية موزعة ما بين سبعة في طرابلس، و ستة في برقة، وأربعة من الجنوب.
آلية التصويت منعزلة:
وتطرق الباحث السياسي، إلى النقطة الأخرى التي يجب الإشارة إليها، وهي أن عملية التصويت الآلية منعزلة تماما عن عملية التصويت التي حدثت في المجاميع الانتخابية، أي يمكن قراءة الأصوات التي حصل عليها المرشحون، واستخدامها للاستدلال عن كيفية ما قد يحدث، ولكن التصويت يمكن أن يتغير، وذلك وفق بعض المصادر من داخل ملتقى الحوار السياسي.
حكومة ضعيفة:
وحول سؤال، إلى أي مدى يمكن لنظام القوائم يمكنه زياد حظوظ المرشحين الغير معروفين في مقابل تقليص فرص الشخصيات الجدلية؟، أجاب “الجارح”: هناك ثلاث خيارات في القوائم أما الإتيان بقائمة تتكون من وجوه جديدة ليس لها مواقف واضحة في مسألة دعم الحرب مثلا أو مواقفهم وسطية تدعو إلى الحوار والحل السياسي، وثانية مُكوّنة من شخصيات موجودة في المشهد، وقائمة ثالثة هجينة تتكون من الاثنين.
ويضيف الباحث السياسي: في تقديري إذا ذهبنا في اتجاه قائمة الصقور مثلا “عقيلة، المشري، باشاغا والجويلي” ستكون هذه القائمة خطيرة لأن أصحابها على الأغلب من الأسبوع الأول لتشكّل المجلس الرئاسي والحكومة لن تستطيع العمل في دائرة واحدة. وقد يذهب كل منهما إلى الطرف الذي يمثله ويعلن انه معترف به دوليا.
عدم وجود ضمانات “أمر خطير”:
تناول الباحث السياسي، محمد الجارح، غياب الضمانات، لإنهاء الأزمة، واصفًا إياها بالأمر الخطير خاصة في عدم وجود ضمانات حقيقية للتأكيد على أن الأطراف التي ستكون جزء من هذه الحكومة تلتزم بخارطة الطريق وانتخابات يوم 24 ـ ديسمبر المقبل.
وأوضح، في سياق حديثه، فكرة أن تكون القائمة ضعيفة إن صح التعبير أو قائمة من الناس الوسطيين التي قد يتخوف منها البعض وكأنها عودة لمرحلة فائز السراج الذي كان غير معروف وليس له مواقف واضحة. وبالتالي يصبح لدينا حكومة غير قادرة على أداء مهامها.
تأثير التدخل الخارجي:
وقال “الجارح”: في ظل حالة التعطل التي قد يعاني منه المجلس الرئاسي خاصة في ظل الشخصيات الجدلية ولذلك الدور الأساسي في واقع الأمر سيكون لرئيس الحكومة الذي يمتلك صلاحيات كثيرة تمكنه من التعامل مع المجتمع الدولي بشكل أكبر.
ولا ينكر “الجارح” حدة التدخلات الخارجية في ليبيا وتأثير الدول الإقليمية والخارجية على عمل البعثة والطريقة التي يدار بها الحوار.
وأضاف: الاعتبارات الإقليمية والخارجية ستكون عنصر مهم جدا في مسألة تشكيل هذه القوائم. حتى نقاشات أعضاء ملتقى الحوار سنلاحظ أنهم يتحدثون بشكل واضح وصريح على إيجاد توليفة معينة تأخذ في الاهتمام الاعتبارات السياسية والعسكرية والأمنية الليبية ولكن في الوقت نفسه تأخذ الاعتبارات الخارجية للدول المتدخلة في الشأن الليبي بعين الاهتمام.