“الجارح” لـ”البلاد”: “عقيلة” مُعرْقِل.. وسيف القذافي في “الكواليس”
تطرقت حلقة برنامج “البلاد“، أمس الاثنين، إلى تلويح (30) عضوًا من لجنة الـ(75) بالانسحاب من الحوار السياسي الليبي.
مرحلة الخطر
يقول الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح: قبل الدخول في التعليق على بيان الانسحاب من قبل الـ(30) عضو من لجنة الحوار السياسي، لابد أن أشير إلى محاولة سابقة لاستصدار قرار يمنع كل من تولى المناصب السيادية في الفترة ما بين العام 2014 إلى حد الآن، من تولي أي مناصب في الحكومة الانتقالية الجديدة، وعارض هذا القرار (29) أي ما يعادل نسبة 61 ٪ مشارك في الحوار، في اعتقادي أغلب من صوّت ضد ذلك القرار هم أيضًا من إصدار هذا البيان كذلك.
وأضاف: هناك اسماء تفاجأت شخصيا بانضمامها لهذا البيان، أما بقية الأسماء فقد توقعت منهم ذلك، وهناك من يحاول إبقاء الوضع على ما هو عليه.
وأردف: فيما يتعلق بعقيلة صالح على وجه التحديد يسعى بكل الطرق لتهميش عمل مجلس النواب واختزال صفة المجلس في نفسه، الآن بعد شعوره بالخطر وأن يتم إعفاؤه من مهامه ويصبح عضو مجلس نواب فقط ولن يتحصل على رئاسة المجلس الرئاسي الآن فقط، بدأ يهتم بعقد جلسات لمجلس النواب.. هذا دليل واضح على أن عقيلة صالح هو أحد الأشخاص الذين يحاولون بكل تأكيد استغلال مناصبهم للوصول إلى منصب أعلى ويمكن أن تعتبره شخصية معرقلة”.
خطأ البعثة الأممية
وبالحديث عن مدى دعم نسبة (75٪) أو الفيتو الديمقراطي، للأسماء الجدلية، يقول “الجارح” إن البعثة الاممية والمشاركين في الحوار بشكل عام ارتكبوا خطأ كبير عندما لم ينتبهوا لمسألة أنه يجب أن يتم وضع آلية لاتخاذ القرار داخل الحوار منذ البداية.
وأوضح أنه كان هناك خلل في الاتفاق على لائحة داخلية منظمة تحدد آلية اتخاذ القرارات في جميع المسائل وتحديد النسب التي تحتاج إليها هذه القرارات حسب المهم فالأهم.
وأشار إلى أن المعضلة الأخرى التي تواجه البعثة الاممية هي أنهم يريدون تحقيق توافق وفي المقابل لم يتفقوا أن تكون نسبة هذا التوافق، هل 75٪ تكفي لتكون نسبة للتوافق؛ في البداية اتفقوا على ذلك عندما صوتوا على ذلك القرار وهذا يعني أنهم اعتمدوا مسألة (75٪).
وأكد “الجارح” أن نسبة 75٪ تحقق نسبة توافق كبيرة جدا وتحقق تمثيل لكافة المناطق التاريخية الثلاثة “برقة ـ فزان ـ طرابلس”، المطلوب الآن خفض نسبة ( 75٪ )، فمثلاً لو اخترنا (60٪ ) وبحسبة بسيطة لا تغطي كل الأقاليم.
وقال: عدم الاتفاق على هذه الأمور منذ البداية، هو الذي جعلنا نخفق، فإذا اتجهنا إلى خفض النسبة فإن الناس تشكك في شرعية أية قرار يصدر بهذه النسبة الجديدة، والمعارضون لتولي الشخصيات السابقة للمناصب السيادية في حكومة المرحلة الانتقالية، سوف يعارضون أي فكرة لتخفيض هذه النسبة.
وأضاف: كل هذه المعضلات توحي بأننا نسير في طريق مسدود سواء فشل الحوار ولم نتحصل على حكومة وحدة وطنية أو حتى وإن حصلنا على حكومة، ففي كل الأحوال لا نجاة لنا، ويمكنني القول إن الفشل ليس قرارًا لكن بوادر الفشل أصبحت واضحة على الأقل فيما يتعلق بالسيناريوهات الأكثر واقعية أو الأكثر احتمالاً من هذا الملتقى”.
تحالفات جديدة
ولفت الباحث السياسي، فيما يتعلق بتحالف جديد يمثل سيف الإسلام القذافي من المواليين للنظام السابق، إلى أن مسألة عودة سيف الاسلام للمشهد السياسي هي محل اهتمام كبير جدًا.
وقال: هناك ثلاث شخصيات من المفترض أنهم يمثلون تيار النظام السابق الذي يدعم سيف الإسلام ولكن تيار النظام السابق منقسم إلى ثلاث أقسام متعددة أحدهما يطالب بعودة سيف الاسلام لتيار الإسلام السياسي وبالفعل الأطراف الليبية المختلفة حاولت ان تتحالف مع واحد أو أكثر من الأقسام الموجودة داخل تيار النظام السابق، أيضًا هناك انفتاح دولي سواء من البعثة الاممية أو الدول المهتمة بالشأن الليبي في الاستعانة بخبرات المسؤولين في النظام السابق لدعم مشاريع متعددة.
وأضاف: حتى هذه اللحظة، يعلم الجميع أن سيف الإسلام القذافي اختار عدم الظهور بشكل علني، ويستمر في التواصل مع العالم من خلال الوسطاء إلا في حالات معينة.
حرب قادمة
وأردف “الجارح”: الأمور متصلة ببعض بمعنى السياسة هي امتداد للحرب، والعكس صحيح، أنا أتحدث وفق معطيات الواقع ، سأتحدث عن السيناريوهات القادمة المحتملة، السيناريو الأول على الرغم من المؤشرات السلبية الموجودة لنفترض أن الحوار يذهب في الاتجاه الصحيح.
وتابع: للأسف؛ قراءتي تقول أن هذا الاتجاه بعيد الاحتمال في ظلّ المعطيات الموجودة على المستوى الداخلي أو المستوى الخارجي، السيناريو الثاني على الرغم من التحديات التي تواجه هذا الملتقى فإنه بطريقة أو بأخرى، سينتج حكومة بأي نسبة متفقة عليها، ولكن هذا المنتج سيتم التشكيك فيه منذ البداية والدليل هو وجود 30 شخصًا أعلنوا أنه لا فائدة من الحوار.
وقال الباحث السياسي: السيناريو الثالث يتمثل في أن هذا الملتقى يذهب في طريق مسدود؛ مما يعني أننا سنذهب إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، وللأسف فإن السيناريوهين الثاني والثالث نتيجتهما في نهاية الأمر ستذهب إلى مواجهات عسكرية.
وأضاف: قرار الحرب القادم سيكون خارجي، الدولتان المرشّحتان للعب هذا الدور هما “روسيا وتركيا”.