“الجارح” لـ”البلاد”: حكومة “الدبيبة” تُعاني تصدعاتٍ وتفتقد للرؤية

ناقشت حلقة برنامج “البلاد” أمس الأربعاء، الزيارات الدولية لـ”الدبيبة والمنفي” إلى تركيا واليونان وروسيا، ولماذا تقف مصر وروسيا وتركيا أمام انتخابات 24 ديسمبر المقبل.

تنافس ومصالح

أشار الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح في مداخلة له عبر برنامج “البلاد” أمس الأربعاء، على شاشة “218 NEWS”، إلى التنافس الواضح على ملف السياسة الخارجية ما بين عبد الحميد الدبيبة ومحمد المنفي.

وأضاف: ” رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بحكم هو الرئيس يرى أن من حقه أن يكون له الدور الأساسي في تمثيل ليبيا عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية”.

وتابع: وجود جهة تشريعية في مستويين بالنسبة للوضع الليبي الحالي الهشّ من ناحية المؤسسات وشكل نظام الحكم فمن الطبيعي أن نشاهد هذا التخبط بملف السياسة الخارجية، لكن المسببات وراء ذلك بالنسبة للطرفين هي مسألة إثبات وجود أو واثبات ذات وأيضًا من أجل خلق قنوات اتصال ونوع من المصالح المشتركة مع الأطراف الخارجية التي تلعب دور مهم وأساسي في الملف الليبي.

زيارات دولية

يقول محمد الجارح: هذه الزيارات في واقع الأمر ليست مطلوبة بشكل كبير خاصة في ظل وجود تحديات كبيرة جدا تتعلق بأزمة الميزانية التي لم يتم التعامل معها حتى الآن، وأزمة “كورونا” والخدمات وغيرها من الأزمات. المزعج في دور رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وكما يعلم الجميع؛ فإن ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية والتعامل في السياسة الخارجية لحكومة الوحدة الوطنية كان يجب أن يكون أكثر حذراً.

أيضًا توقيع اتفاقيات في المجال الأمني مع تركيا دليل على سياسة غير حكيمة لهذه الحكومة.

ويرى “الجارح”، أن هناك بوادر انقسام داخل هذه الحكومة والدليل تضارب التصريحات والزيارات والمواقف، وهنا لابد من الإشارة إلى أن رئيس المجلس الرئاسي، السيد محمد المنفي، أكثر مسؤولية في التعامل مع التصريحات السياسية وعقد الاتفاقيات الدولية، في مقابل تصريحات “الدبيبة” غير المسؤولة وذهابه إلى تركيا وعقد الاتفاقيات يخالف الاتفاق السياسي وخارطة الطريق واتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في أكتوبر الماضي في جنيف.

وحول سؤال برنامج “البلاد”، هل هذه الزيارات يمكن أن تؤثر على الموقف العام داخل مجلس الأمن بخصوص التسوية السياسية في ليبيا؟ أجاب محمد الجارح: هناك قراران مرتقبان لمجلس الزمن خلال الفترة القادمة، هذه التحركات سواء لتركيا وروسيا قبل ما يتم اعتماد قرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بمخرجات ملتقى الحوار السياسي ولجنة الخبراء، وأعتقد أن هناك قصور في الفهم لدى رئيس الحكومة لأن الذهاب إلى تركيا سيسبّب انزعاجًا لدول أخرى تُعارض النفوذ التركي في ليبيا مثل فرنسا.

الدور المصري

أوضح “الجارح”، فيما يتعلق بالطائرات المصرية التي وصلت إلى سبها وتحمل على متنها مساعدات طبية في ظلّ عجز الحكومة عن توفير المطلوب، أن هذا مرحبٌ به من قبل أهالي سبها، ولكن توقيت وصول الطائرتيْن وعدم تحديد الجهة التي نسقت مع الجانب المصري؛ أثار الريبة خاصةً لمصراتة وطرابلس، وجماعة بركان الغضب على وجه التحديد، وهناك روايات تقول إن هذه المساعدات عبارة عن أسلحة.

ويعتقد “الجارح”، وفق ما توفر لديه من معلومات أن المصريين نسّقوا مع القيادة العامة للجيش أو مع وزير الصحة الزناتي المرشح من قبل القيادة العامة. ما يحدث يعطي انطباعً بأن حكومة الوحدة الوطنية تُعاني من تصدعات داخلية وغياب للاستراتيجية وعدم التزام بخارطة الطريق، وما يحدث يعمق فكرة أن سياسة هذه الحكومة ربما تؤدي إلى حروب وانقسامات.

ويري محمد الجارح أن الجانب الروسي، والتركي، والمصري، ضد الانتخابات، في مقابل الدعم الأوروبيين والولايات المتحدة لهذا الانتخابات، هذه المعادلة منطقية جدًا خاصةً أن تركيا وروسيا ومصر لديهما القدرة على التحرك على الأرض في ليبيا، ولديهما ما يكفي من العلاقات السياسية والمسلحة والاجتماعية لتحديد مسار الأحداث في البلاد. ورغبة الليبيين في التغيير قد تؤثر على مصالحها لذلك من المنطقي أن تكون ضد الانتخابات.