الجارح لـ”البلاد”: تغريدتي كشفت التوتّر الأمريكي في ليبيا
برنامج “البلاد” ناقش في حلقة مساء أمس الخميس خيارات لجنة الحوار “74” وفتح الباب أمام التدخلات الإقليمية.
اتهام الولايات المتحدة الأمريكية
أكد الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح أن التغريدة التي قال فيها إن الولايات المتحدة تحاول فرض صفقة في ملتقى الحوار السياسي لاختيار مجلس رئاسي جديد وحكومة موحدة؛ مبنية على مجموعة من المعلومات.
وقال “الجارح”، في مداخلة له عبر البرنامج: المعلومات الواردة في هذه التغريدة ليست بالجديدة، فقد ذكرتها في أكثر من حلقة من هذا البرنامج فيما يتعلق بمسألة الرهانات الإقليمية والدور الأمريكي ورؤية ستيفاني وليامز للحل في ليبيا. ذكرت في مرات عدة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في ليبيا وفقا لثلاثة ملفات وهي “ملف الإرهاب، وملف النفط والغاز، وملف روسيا في ليبيا”.
وأضاف: هدف أمريكا من دعم هذا الحوار هو صناعة حكومة ليبية موحدة تؤكد على إنهاء دور التواجد الروسي.
وأردف: الكثيرون استغربوا من الرد الرسمي لحساب السفارة الأمريكية على تويتر على أمر يعلم الكثيرون أنه موجود، أعتقد أن ردّ السفارة يشير إلى نوع من التوتر لدى الولايات المتحدة التي حاولت هندسة الحل، وأن تدعم هذا الحوار السياسي لأنها تعلم جيدًا أن اللحظات القادمة حاسمة للحوار السياسي وأن فشل الحوار في أن ينتج حكومة مقبولة لليبيين سيعني أن النتيجة هي الحرب، وبالتالي زيادة النفوذ الروسي في ليبيا وما يُشكّله من تهديد حقيقي للأمن القومي الأمريكي والمصالح الأمريكية في المنطقة.
وأردف: طريقة الرد الأمريكي تؤكد أن الولايات المتحدة تشعر بتوتر كبير جدًا خلال هذه اللحظات الحاسمة بالنسبة للحوار السياسي، ونفس هذا التوتر تعاني منه البعثة الأممية وأيضًا ستيفاني وليامز، وأعضاء الحوار السياسي الليبي والأطراف التي يمثلونها.
انسحاب المشري
وقال “الجارح”: انسحاب خالد المشرى اليوم من الترشح لعضوية المجلس الرئاسي الجديد، ربما كان محاولة لتوحيد الصف، والتيار الإسلامي يثبت دائمًا أنه أكثر قدرة على المناورة وتقديم التنازل فيما بين صفوفه أحيانًا، وفي مرات أخرى لديهم القدرة على قراءة المشهد بشكل مختلف.
ولدى سؤال عمن يمثل خالد المشري، هل يمثل التيار الإسلامي أو التحالف السياسي في حكومة الوفاق؟، أجاب “الجارح”: هو يمثل جزءًا من تحالف “الوفاق”، وبطبيعة الحال يمثل في جزء من التيار الإسلامي أيضًا، وهذا يؤكد أن كل الأطراف الليبية منقسمة على حالها أو مجموعة لوبيات ومجموعات مصالح، وأحيانا مصالحهم تتعارض.
وأضاف: كمثال على ذلك الآن نرى التيار الوطني أو ما نعتبره وطني منقسم على بعضه، القيادة العامة وعقيلة صالح، تحالف “الوفاق” والتيار الإسلامي.
فشل الحوار
وأردف “الجارح”: استقالة خالد المشري لها عدة دلالات، الأولى ربما أن تيار الإسلام السياسي يعلم تمامًا أن فرصته في الترشح ضعيفة إلا إذا وحّد جهوده وذهب في اتجاه دعم قائمة واحدة.
وأردف: الدلالة الأخرى قد تكون خطوة استباقية من قبل خالد المشري وتياره للتشكيك في نتائج هذا الحوار، وفي المقابل قد نشهد انسحابات أخرى، وحسب معلوماتي فإن هناك شخصيات من المنطقة الشرقية كانت تودّ الانسحاب أو لم تودّ الدخول في مسألة تشكيل القوائم.
وتابع: مع الوصول إلى المدة المحددة لتشكيل القوائم، فإمّا أن تشكّل مجموعة من القوائم ويستمر التصويت يوم الجمعة، وهناك احتمال للتأجيل أو تمديد الوقت لتشكيل القوائم ومن ثم تأجيل التصويت على هذه القوائم، وربّما تريد البعثة الأممية إعطاء المزيد من الوقت لمنع فشل الحوار.
قوائم الحرب
وقال “الجارح”: القائمة التي تضمّ “عقيلة صالح ـ عبد المجيد سيف النصر ـ أسامة جويلي ـ فتحي باشاغا” مرفوضة من قبل الرجمة والمليشيات المسلحة في طرابلس، وهذا الرفض يتمثل في وجود فتحي باشاغا كرئيس للحكومة. وهذه القائمة يمكن تسميتها قائمة الحرب الأولى.
وردًا على سؤال عما إذا كانت القائمة التي تضمّ (محمد المنفي ـ عبد اللافي ـ موسى الكوني ـ عبد الحميد ادبيبة) تفي بغرض التوازنات السياسية المطلوبة؟ أجاب: هذه قائمة الحرب الثانية.
وعن السبب وراء تسمية قوائم الحرب؛ قال “الجارح”: عبد الحميد ادبيبة ومحمد المنفي في تيار واحد مدعوم من قبل تيار الإسلام السياسي الذي يدعمه أو يفكر له السيد علي الصلابي.
وأضاف: هذه القوائم ستؤدي بليبيا إلى الحرب، وعلى من هم على رأس هذه القوائم أن يتفهموا جيدًا خطورة الوضع الراهن، لذلك يجب على من يقود هذه المرحلة التمهيدية التي ستقودنا إلى انتخابات دائمة شخصيات وطنية يمكن القبول بها من قبل كافة الأطراف.