الجارح في قراءة حول “الجلسة الأميركية”
نشر الباحث والمحلل السياسي الليبي، محمد الجارح قراءة ومتابعة حول جلسة الاستماع التي عقدتها اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس النواب الأمريكي لبحث التطورات العسكرية الميدانية في العاصمة طرابلس.
وقال الجارح إن هذه اللجنة واحدة من 5 لجان فرعية تقع تحت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، وبحكم أن الديمقراطيين هم الأغلبية في مجلس النواب، فإن 10 من أصل 18 عضوا في هذه اللجنة هم من الديمقراطيين، والباقون جمهوريون.
وأضاف الجارح أن اللجنة استدعت أربعة شهود للإدلاء بشهادتهم وآرائهم فيما يتعلق بالحرب في طرابلس والتصعيد الحاصل هناك والوضع العام في ليبيا.
وأورد الجارح بصفحته في “فيسبوك” جملة من الملاحظات على الجلسة جاءت كالتالي:
· العضو الديمقراطي في اللجنة توم مالاوينسكي، قال في مداخلته التالي: “بما أن حفتر مواطن أمريكي، فإنه بالتعاون مع بعض زملائي في اللجنة سنوجه رسائل مشتركة إلى المدعي العام الأمريكي وأيضا إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) للتحقيق في نشاطات حفتر ورجاله في ليبيا وأي جرائم محتملة يقوم بارتكابها هناك التي من شأنها تهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية”.
· هذه هي النقطة الأهم، ولكن لا أعلم مدى الزامية هذه الرسائل أو ماذا سينتج عنها، وكم من الوقت سيستغرق مثل هذا التحقيق في حال قام به المدعي العام ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وفي ظل احتدام المواجهة بين دونالد ترامب والديمقراطيين والكونغرس بشكل عام بهذه الفترة قد تتم عرقلة أي تقدم في هذا الشأن. لكن بكل تأكيد سيكون هناك “لوبيات” ومجموعات لتقديم الملفات والمعلومات التي تساعد الجهتين على استكمال تحقيقاتهم بخصوص نشاطات حفتر، خصوصا أن عصام عميش وإبراهيم صهد وصديقهم بيل لورانس كانوا حاضرين جلسة الاستماع.
· عشرة نواب طرحوا أسئلة (أحدها من الهان عمر وهي ليست عضوا في اللجنة ولكن سمح لها بطرح سؤال حيث ركزت على وضع المهاجرين. وستة من هذه الأسئلة طرحها أعضاء ديمقراطيون، كل واحد من الأعضاء استغل الفرصة والسؤال لتوضيح فشل ترمب وإداراته وتخبطهم وارتباكهم وسوء خيارات ترمب باتصاله بحفتر على وجه التحديد، وتناقضه مع وزير الخارجية بومبيو. الهان عمر وتيد ليو (الاثنان ديمقراطيان) أشارا إلى خطأ التدخل الأمريكي في الـ 2011 وتغيير النظام في ليبيا.
· رئيس اللجنة ثيودور دويتش (ديمقراطي) انتقد هجوم الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر على طرابلس بشكل صريح، وأشار إلى مكالمة ترمب والتخبط في الإدارة وطالب بوقف فوري لإطلاق النار. العضو الجمهوري الأقدم، جو ويلسون عبر عن انزعاجه من تجدد العنف في طرابلس بسبب اشتباكات قوات الجيش مع القوات الموالية لحكومة الوفاق. ويلسون أكد فشل حكومة الوفاق على الرغم من أنها مدعومة من الولايات المتحدة ومعترف بها دوليا. أيضا ويلسون وصف السراج بأنه “رئيس الحكومة المكلف” designate. لفت انتباهي هذا الاختيار للوصف من العضو الجمهوري الأقدم في اللجنة.
· الأعضاء الجمهوريون الثلاثة بمن فيهم ويلسون ركزوا على الإرهاب ونشاط داعش والقاعدة، وتساءلوا عن الشريك الحقيقي الذي يمكن للولايات المتحدة بالفعل العمل معه لتحقيق مصالحها في ليبيا والمنطقة. ويلسون على وجه التحديد في كلمته الافتتاحية أشار إلى أن قوات من أنصار الشريعة أعلنت أنها ستشارك في الحرب ضد قوات حفتر في طرابلس.
وبشأن الشهود الأربعة، رأى الجارح أن قراءتهم للوضع بشكل عام كانت قاسية على حفتر، مع وجود قصور كبير جدا في بعض الجوانب، وفشلوا في إعطاء صورة كاملة عن الوضع الحقيقي، وكان التركيز كبيرا على جانب حفتر والجيش دون التطرق للصورة والوضع كاملا لإعطاء صورة أكثر توازن.
وأشار الجارح إلى سؤال العضو خوان فرغاس (ديمقراطي) للشهود: هل تعتقدون أن خليفة حفتر قادر على أن يسيطر على طرابلس؟، حيث لم يكن هناك نفي قاطع في الإجابة من الشهود، لكنهم أشاروا إلى حرب بنغازي التي استغرقت ثلاثة سنوات وحذروا من الاستمرار في الحرب والنتائج التي ستترتب على ذلك في طرابلس.