الثنائية الجديدة في برشلونة.. رعب مهاري وتوتّر نفسي
جدد فريق برشلونة فوزه على ريال مدريد خلال الكلاسيكو الثاني في غضون أيام وذلك بعد انتصاره بهدف نظيف على ريال مدريد بمسابقة الدوري الإسباني. ونجح برشلونة أن يضع الدوري في رفّ آمن بتوسيع فارق نقاط بينه وبين الريال الذي سيركز الآن في جهده على دوري أبطال أوروبا.
الحالة الذهنية
لم يكن ريال مدريد حاضر نفسياً وذهنياً في اللقاء وظهر على عدد مهم من لاعبيه عدم الاهتمام باللقاء بنفس القدر الذي حصل قبل أيام في نصف نهائي كأس الملك. وظهر واضحاً أن الريال قد تأثر نفسياً بقوة من نتيجة الكلاسيكو السابق والذي فاز فيه برشلونة بثلاثية نظيفة بعد أداء جيد من الريال الذي لم يكن موفقاً في إنهاء الفرص خاصة من جونيور فينيسيوس لاعب ريال مدريد الشاب والموهوب. وترك بعض لاعبي الريال انطباعاً واضحاً من التوتر النفسي لاسيما تدخلات راموس العنيفة على ليونيل ميسي.
استعداد برشلونة
تحلّى برشلونة بالهدوء والواقعية، ولعله ترجم ذلك بالتحفظ الدفاعي للأظهرة على طرفي الملعب بقيادة سيرجي روبرتو وخوردي ألبا اللذين التزما مناطقهما الدفاعية قدر الإمكان، خاصة جهة روبرتو بهدف إيقاف وتقليص خطورة فينيسيوس، والذي حاول الانتقال من مركز الجناح إلى العمق الهجومي ولكن تقلصت خطورته. ولعب راكيتيتش في مركز الريشة حيث كان يتحرك في أنصاف المساحات Half – Space بين الجناح والوسط الهجومي، فتمركز في موقف “القادم من الخلف” وبدون رقابة مما أربك حسابات مدافعي الريال وفتح مساحات بمساعدة لويس سواريز الذي كان يتحرك بذكاء. ومما ساعد في تألق راكيتيتش كان مركز ميسي في خط الوسط المتأخر كصانع ألعاب رقم “8” وهو الذي أربك حسابات الريال الدفاعية، حيث تموقع ميسي في خط الوسط صنع أدى لسحب محاور الريال الدفاعية للخارج، ونتج عن ذلك مساحات بين خطيْ الوسط والدفاع التي كان يتحرك بها راكيتيتش. ولعب برشلونة على ثنائية ميسي – ديمبلي رغم بُعد المسافة بينهما، لكن ميسي شيئاً فشيئاً يخلق حالة من التفاهم مع الفرنسي ديمبلي السريع بانطلاقاته على مركز الجناح الأيسر مستغلاً سرعته ومهارته في موقف واحد ضد واحد، ومما زاد من صعوبة الموقف في هذا المركز هو حالة الإرهاق البدني التي ظهرت على كارفخال.
الريال بريء
ظهر الريال بريئاً في حالتين، الأولى هي منظومة الضغط العالي الضعيفة، والثانية كانت في الحالة الهجومية، فتواجد غاريث بيل بدلاً من لوكاس فاسكيز أضعف من منظومة ريال مدريد الدفاعية، الجناح الويلزي ظهر كسولاً وبطيئاً وبدون أي إضافة هجومية أو مساندة دفاعية. لكن الريال رغم ذلك استطاع في عدة مواقف الوصول لمنطقة جزاء برشلونة وصناعة محاولات جيدة لكنه افتقد للاعب حاسم تهديفياً في منطقة الجزاء.