التوتر الأميركي الإيراني يضع العراق بين نارين
تقرير | 218
في خضم التوترات الأمريكية الإيرانية يبدو أن العراق سيكون أول النازفين والمتأثر الأبرز من مضاعفات هذا التصعيد الذي تحاول حكومة عادل عبد المهدي جاهدة إبعاد شبح الحرب عن حماها وتلافي أي تبعات قد تؤثر على البلد الذي يعيش حالة من التردي والترهل السياسي والاقتصادي وقد بات مساحة جغرافية تحاول دول حليفة محلية وإقليمية تصفية حساباتها على أرضه.
فبين الوقوف مع الولايات المتحدة أو الانتصار لعدوتها إيران الصديقة وجدت بغداد نفسها بين نارين رأتْ فيها ضرورة الوقوف حيادا وعدم الانحياز الى أي منهما الطريق الأسلم لتجنب الانزلاق في حرب جديدة وخوفا من الاكتواء بصراعات لا تزيدها إلا اضطرابا وفوضى.
تصريحات عبد المهدي المتتالية والواضحة بالنأي ببلاده عن أي صراعات تخوضها دول المنطقة بالوكالة جاءت من منطلق الحفاظ على مصالح العراق العليا ومن المنطلق ذاته قدم عرضا بالوساطة بين واشنطن وطهران.
واصطدم وضوح الموقف الرسمي بحياد العراق في هذه المعركة بمواقف عدد من الأحزاب والشخصيات المتنفذة في مؤسسات الدولة أمنية كانت أو عسكرية التي وقفت إلى جانب إيران ضد الولايات المتحدة حتى إن بعض الأطراف هددتْ صراحة باستهداف مصالح الولايات المتحدة في العراق أذا تعرضت إيران لأي خطر.
ويرى مراقبون أن التطورات الجارية لاتخفي حقيقة أن العراق سيظل الساحة الأقرب لأي صراع محتمل بين واشنطن وطهران .