التمييز أمام محطات الوقود.. يدفع نساء سبها للاحتجاج
تقرير 218
عشرات النساء من مدينة سبها، دفعهن تردّي الأوضاع المعيشية ومشقة الحياة التي فاقمها غلاء المعيشة وندرة الخدمات، إلى التظاهر لإسماع صوتهن للمسؤولين، فالوضع حسب قولهن صار “مستحيلاً” وقلة ذات اليد أرهقت النساء وأثقلت كاهل الرجال.
النساء المحتشدات أمام مقر الشؤون الاجتماعية بالمدينة، أخرجهن عن صمتهن رؤية مدن وقرى الجنوب يهجرها ساكنوها نحو مدن الشمال شرقاً وغرباً، فالوقود وأسعار المحروقات لن تصل هناك لـ5 دنانير وغاز الطهي وإن شح فإن سعره لن يلامس حاجز 300 دينار كما وصل في مدن فزان.
وفي عمق الأزمة التي يعاني منها الجميع الجنوب، يبرز التمييز وغياب العدالة أمام محطات الوقود، حيث تُستبعد النساء ويمنعن من تعبئة سياراتهن بالوقود، وقالت إحدى المحتجات: “متسلطين علينا.. لكن نقولولهم نساوين سبها كلهن بيسوقن”، بهذه الجملة ردت على حملة إبعادهن عن محطات الوقود وإجبارهن على التزود من السوق السوداء بأسعار باهظة”.
“نحن مضطهدات ومهمشات نبحث عن حقوق وليس مجرد مطالب”، وبهذا الشعار رفعت إحداهن لافتتها الاحتجاجية، علّها تُحرك ساكناً وتثير ضمير المسؤولين الذين حولوا الجنوب لساحة للصراع السياسي تارة أو للدعاية الانتخابية الواهية تارة أخرى.
الأمن وتفعيل دور الجيش والشرطة حقوق تبدو بديهية، إلا أنها صارت حلم المتظاهرات في سبها اللائي هددن في بيانهن بالعصيان المدني لإسماع صوتهن جبراً للمسؤولين، منادين في الوقت نفسه بحل المجالس المحلية، ودعوة الحكومة والبعثة الأممية التي يرونها شريكاً في مأساة الجنوب، إلى الاضلاع بمسؤولياتهم وتحسين الوضع المعيشي الذي يُعد أبسط الحقوق في دولة تفيض بالثروات والموارد.