التطرّف الديني وخطره على ليبيا.. قضية جدلية يطرحها “ليبيا توك”
خاص 218
التطرف الديني يؤرق الكثيرين ويؤثر على مفاصل الحياة في ليبيا. لذا تناولته هذه الحلقة من برنامج “ليبيا توك” مع ضيوفها عضو مجلس النواب علي التكبالي والدكتور المتخصص بالشريعة وعلوم القرآن الكريم الشيخ محمد الهنتاتي والصحافي والمدون خالد البدوي.
وتحدثت عن واقع التطرف، أسبابه ونتائجه. وتم التطرق إلى أسباب التشدد الديني مرورًا ببداية خطر التطرف في الإسلام وصولًا إلى دور المؤسسات الدينية ورجال الدين في تعزيز الخطاب المتشدد. كذلك جالت كاميرا البرنامج في الشارع واستفتت الناس حول موضوع التطرف وحضوره في المجتمع وفي العقلية العامة.
الدافع إلى التطرف
من أبرز أسباب التطرف، العامل الاقتصادي أو الفهم الخاطئ للدين أو رغبة الشخص في أن يكون متشددًا ومتطرفًا. وعن ذلك قال علي التكبالي إن كل هذه الأسباب تدفع إلى التطرف مستشهدًا بذلك الذي واجهه عبر التاريخ الإمام علي بن أبي طالب ومعتبرًا أن حكاية التطرف الإسلامي بدأت منذ ذلك الحين. وأجاب الشيخ محمد الهنتاتي بأن السبب الرئيسي للتطرف هو الجهل في شؤون الدين إضافة إلى عوامل داخلية وخارجية ترتبط بالأسرة والمدرسة والبيئة. وعن الجهل بالدين تحدث أيضًا خالد البدوي وأشار إلى أنه يتفق مع الشيخ الهنتاتي ويصدقه القول مع فارق بسيط هو أن “التجهيل” لا الجهل هو سبب التطرف.
خطر التطرف الديني في الإسلام
تاريخ بداية خطر التطرف الديني في الإسلام احتل حيزًا من الحلقة. وفي هذا السياق ذكر التكبالي أن التشدد بدأ في زمن الرسول وبعد وفاته. إلا أنه اعتبر أن الفتنة الكبرى حدثت في الثمانينات وفي القرن الحالي. وفي المقابل تحدث عن صحوة إسلامية. وأضاف أن الخطاب العام أصبح متطرفًا نتيجة تدخل الأجانب الذين يريدون أن يفسدوا الإسلام. ووافقه الرأي خالد البدوي مضيفًا إلى الأسباب ظهور المناهج وتنوعها واختلاف الرأي بين العلماء. فهذا برأيه أضاع البوصلة رغم أن نوايا العلماء كانت سليمة.
وتجولت عدسة البرنامج في الشارع الليبي وطرحت السؤال التالي “هل نجحت ليبيا في تحييد الخطاب المتشدد؟”. وتفاوتت الإجابات بين من اعتبر أنها نجحت ومَن أشار إلى وجود فكر متشدد يشوه الدين ويزجّ به في السياسة.
وسيلة الحد من التشدد الديني
لا بد من وجود وسائل تساعد على الحد من التشدد الديني. وهو ما أشار إليه التكبالي لافتًا إلى أهمية نشر الخطاب الديني المعتدل من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتربية. ونوّه الشيخ محمد بتأثير العلم والفهم الصحيحين كعدوين للإرهاب والتطرف، أما خالد البدوي فشدد على أن كتاب الله يجب أن يفسر كما هو على حقيقته وأن الاعتدال والوسطية يكونان في لهجة التخاطب.
ليبيا بين الدين والسياسة
الفصل بين الدين والسياسة مسألة مفصلية في ليبيا، وفي هذا الإطار أشار علي إلى ضرورة نشر ثقافة دينية غير متطرفة، مطالبًا بالاستعانة بالتشريعات الدينية بشكل جزئي. وتطرق محمد إلى التجربة التونسية بالقول إن تونس دولة ناجحة لأنها تستعين بالتشريعات الدينية بشكل جزئي. أما خالد فقال إنه يرفض فصل الدين عن السياسة لأن الدين شريعة الأرض.
وشكل استخدام الخطاب الديني في السياسة محورًا أساسيًا في الحلقة. وعلى هذا علق التكبالي قائلًا إن اللجوء إلى الخطاب الديني لجذب الشباب للقيام بما يفيد الإسلام أمر مشروع، رافضًا أن يتم استغلال هذا الخطاب لبث الكراهية. وهو ما تناوله محمد بالتعليق أن الخطاب الديني المعتدل عمل وطني وواجب شرعي وأسلوب حضاري. وبدوره رأى خالد أنه من الممكن استخدام الخطاب الديني في السياسة شرط أن يتم هذا في الاتجاه الإيجابي وألا يرمي إلى السيطرة على الناس ونشر التعصب.
مصير الجيل القادم
وكان لا بد من الحديث عن مستقبل الجيل القادم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعما إذا كان مقبلًا على التشدد أو على الانفتاح.
وحذر التكبالي من مرحلة خطيرة قد تعيشها ليبيا في حال استمرار النهج الراهن نفسه. فهذا من شأنه حسب رأيه أن يهدم مفهوم الإسلام الوسطي. لذا دعا الشباب المثقف إلى أن يعي هذا الواقع وأن يتبع دين الله لا دين الأشخاص.
وبالنسبة إلى الشيخ الهنتاتي فإن الصراعات العرقية والعنصرية والطائفية وغيرها مصائب كبرى بالنسبة إلى ليبيا وإلى كل المنطقة، وهو ما قد يدفع إلى الحرب في نهاية المطاف.
أما خالد البدوي فبدا متفائلًا وقال إن التطرف سينتهي إذا تمّت تربية الأبناء بشكل جيد والتعلم من التجربة وأخذ العبر