التراث الليبي يروي ثقافة الحياة في سرت.. (صور)
ذاك الحبل المتين الذي يربط بقوة بين الأجيال المتعاقبة، ناحتاً في قلوبهم بصمة من الحنين والدفء الذي سرعان ما تستثيره شرفات الحاضر المُختلفة التي تُطل بهم على “التراث الليبي” الزاخر، وهذه المرة كانت من قبل طلاب جامعة سرت التي أحيت مهرجان التراث الليبي الأول تحت شعار “عراقة الماضي وأصالة الحاضر”.
تخللت فعاليات المهرجان العديد من النشاطات التي استعرض من خلالها طلبة الجامعة جمال وعبق تراثنا الليبي الذي أثرى أذهان الحاضرين بدروس الفن والسحر التي لم تغب حتى عن أدق تفاصيله، بداية من عروض الزي التقليدي، الذي انسدلت فوقه خصلات الزينة اللماعة التي أضافت بنقوشها الضعف إلى رصيد جمال تناغم وتناسق ألوانها المُبهجة.
إضافة إلى عروض أصناف الأكل الليبي الغنية والمتنوعة، التي قُدمت بالأطباق المُزخرفة ذات الأغطية، تمثيلاً لطقوس عادات الأكل التي تتمسك بها موائد المطبخ الليبي حتى الآن، ولم تغيير لمسة الحداثة المُضافة إليها من مكانتها.
ولم تغب عن عين المهرجان عروض الخيل الأصيلة التي صورت مكانة الخيول في التراث الشعبي الليبي وارتباطها بالهوية الليبية الأصيلة منذ زمن، بسروجها ذات الألوان المُميزة والتي غالباً ما يتم صنعها يدوياً ممزوجة بالزينة وخيوط الفضة، إلى جانب عروض “البشت”، تلك القطعة المُلونة التي يفترشها الفارس فوق سرج الخيل قبل ركوبه.
لوحات الجمال التي مثلها مهرجان التراث الليبي بإشراف اتحاد الطلبة بجامعة سرت، نفضت عن المدينة غبار حربها الطويلة مع الإرهاب، وروت عروق الحياة فيها، بعد أن كتمت خلايا داعش الإرهابية أنفاسها.