“البيدجا” يكشف خفايا عالم التهريب ويُغازل باشاغا
تقرير 218
في أول تسجيل مصور له خرج عبدالرحمن ميلاد المعروف بـ”البيدجا” المتهم بتهريب الوقود والبشر بمقطع فيديو مطول يوم أمس تحدث فيه عن التهريب متهماً جهات تتبع عملية بركان الغضب، كما أنه تحدث عن علاقته بوزارة الدفاع ووزير الداخلية فتحي باشاغا، وعلى الرغم من أنه قليل الظهور، لكنه حين يخرج يحوز على الاهتمام، ليس بسبب قوة في الشخصية أو تميز في المضمون، إنما لارتباطه المباشر والأصيل بأكبر الجرائم التي تحصل في ليبيا، ألا وهي جرائم تهريب قوت الليبيين.
البيدجا، الشخص الذي يتبع حكومة الوفاق، وقوات بركان الغضب، والذي يحمل صفة في جهاز خفر السواحل التابع لحكومة الوفاق خرج في المقطع المصور بسبب الحملة التي تقودها ما تسمى بالقوة المشتركة من أجل منع تهريب الوقود الذي يتم من مصفاة الزاوية إلى خارج ليبيا في أكبر عملية سرقة علنية وفي وضح النهار لقوت الليبيين.
عبدالرحمن ميلاد، المتهم بتهريب الوقود وتهريب البشر كذلك، رد الاتهام بالاتهام، وفتح النار على رفاقه في السلاح داخل بركان الغضب ، كما أنه أثنى على وزير الداخلية فتحي باشاغا، وصوّر علاقته بوزارة الدفاع والأركان والوفاق بالممتازة، وترحم على بعض قادة التشكيلات المسلحة، وأنكر تهريبه للوقود من مصفاة الزاوية، وأن يكون اسمه موضوعاً ضمن لائحة المعاقبين من مجلس الأمن، واعترف بأنه لولا التدخل التركي لكان الجيش الوطني وسط طرابلس.
وكشف البيدجا عن سلسلة من شبكات التهريب من الجبل ومصراتة وطرابلس وزوارة، مشيراً إلى وجود انتقائية في توجيه اتهامات التهريب، واستهداف واضح لمدينة الزاوية التي أُدرِج 225 اسما منها على قوائم المهربين، كما تحدث عن امتلاكه لمعلومات عن شبكات ومسارات التهريب في ليبيا.
البيدجا وبعد أن أجرى مقابلة تلفزيونية مع إحدى الوكالات الإيطالية تبرأت منه وزارة الداخلية في الوفاق إذ أصدرت بياناً أشارت فيه إلى صدور أمر ضبط وإحضار بحقه، من مكتب النائب العام، وتحفظ المصرف المركزي على حساباته المصرفية في المصارف التجارية. وعرّج البيدجا على التدخل العسكري التركي في ليبيا نافياً كلام بركان الغضب وحكومة الوفاق التي تنسب تراجع الجيش إلى قوة في صفوفها متناسيةً حجم التدخل التركي.
تهريب البشر والوقود لطالما كان تجارة رابحة لمن يزاولها، لكن اللافت هو أن يستمر المتهمون في هذه التجارة تحت مظلة الحكومة التي تقول إنها تحظى بالاعتراف والشرعية، وهذا في حد ذاته إلزام، لأن أي عملية تهريب تحدث تكون الوفاق ملزمة بها وبتحمل تبعاتها القانونية.
حديث عبدالرحمن ميلاد بالأمس وتعريجاته على أكثر من ملف متعلق بالتهريب قد يدفع جهات في حكومة الوفاق إلى إصدار مواقف بالخصوص، لأن كلام البيدجا كان متسماً بالصراحة، صراحة دفعته إلى إنكار التهم عنه وإلى تصدير نفسه على أنه الشخص الذي كافح التهريب ولم يكن سبباً فيه.