البرتغال أمام “مهمة مستحيلة” في رئاسة الاتحاد الأوروبي
تواجه البرتغال التي تولت أمس الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، خلفا لألمانيا، تحديات كثيرة، في فترة تطغى عليها الأزمة الصحية، وعلى الرغم من نجاح ألمانيا في إقرار خطة الإنعاش لمرحلة ما بعد كوفيد-19 بعد عرقلتها مرارا، والتوصل في ربع الساعة الأخير للاتفاق التجاري لمرحلة ما بعد بريكست مع المملكة المتحدة، وهما ملفان كانا سيلقيان بظلالهما على مشاريع الرئاسة البرتغالية، فإن المرحلة المقبلة ليست أقل تطلبا، وفق ما أكده رئيس الوزراء البرتغالي الاشتراكي أنطونيو كوستا.
وسيترتب على الرئاسة البرتغالية اتخاذ خطوة غير مسبوقة بتطبيق خطة ضخمة بقيمة 750 مليار يورو للإنعاش الاقتصادي ممولة باقتراض مشترك، بعدما تمكنت القمة الأوروبية الأخيرة من إقناع بولندا والمجر بسحب اعتراضيهما عليها، وترى لشبونة أن هذا الأمر يقتضي تبني مختلف خطط الإنعاش الوطنية التي يفترض أن تدفع باتجاه “انتعاش اقتصادي واجتماعي مدفوع بالتحولات المناخية والرقمية.
وأكد كوستا أن الوقت حان للانتقال إلى الأفعال، واستخدام كافة الوسائل لتنفيذ خطة التلقيح على المستوى الأوروبي وخطط الإنعاش الوطنية، ومن أجل ضمان أن يكون هذا التحول المزدوج فرصة للجميع تأمل البرتغال تنظيم قمة اجتماعية في السابع والثامن من مايو المقبل في بورتو، كبرى مدن شمال البلاد، إذا سمحت الظروف الصحية بذلك، ومن شأن هذا الاجتماع أن يفضي إلى تعهد الدول الأعضاء بتعزيز الحقوق الاجتماعية للأوروبيين.
وسيعطي وصول الديمقراطي جو بايدن، المنفتح تجاه علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي على عكس سلفه دونالد ترامب، إلى سدة الرئاسة الأميركية، دفعة للبرتغال خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، لكن سيتعين عليها التوصل إلى اتفاق مع واشنطن على غرار الاتفاق “المبدئي” والمثير للجدل الذي وقعه التكتل منذ أيام مع الصين حول الاستثمارات، كما سيترتب عليها تطبيق اتفاق التبادل التجاري الحر الموقع بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.