البخور الليبي.. روائح الجدّات تعبق في المكان
218TV.net خاص
أحلام المهدي
يرتبط الليبيون على الصعيد النفسي بروائح معينة تتجاوز الأنوف لتتغلغل في الأرواح، ومن ذلك رائحة البخور الذي يختلف باختلاف المكان والمناسبة، فما تستخدمه الأمهات لدرء العين والحسد في مناسباتهن الاجتماعية المتعددة، يختلف عن ذاك الذي قد نستنشقه في بيتٍ استقبل لتوِّه مولودا جديدا.
ويختلف البخور أيضا عن الرائحة الزكية التي ترتبط في أذهاننا بالمكان النظيف، حيث تضعه صبيّة جميلة ليعبق في البيت بعد أن تنتهي من أعمال التنظيف والترتيب، أو ليشكل هالةً من شذى تحيط بالعروس ورفيقاتها.
حافظت هذه العادة الليبية على وجودها رغم تعرُّضها كغيرها من العادات والطقوس الليبية إلى التضييق الديني بحُجة “البِدعة” و “المكروه” وغير ذلك من أسباب التنفير التي لم تَسلم منها كلُّ تفاصيلنا الحميمة التي تميزنا عن غيرنا.
خضعت عادة البخور الليبية إلى مستجدات أسوة بكل المتغيرات الحاصلة، فتطوّر “الكانون” إلى “مبخرة” قد تعمل بالكهرباء، وحلّ الكربون سريع الاشتعال محل الفحم العادي “البياض”، ودخلت أنواع أخرى من البخور حاولت النساء الليبيات إضفاء لمستهن الخاصة عليها، لتُدشِّن كل مناسباتنا حتى ارتبطت بها في الذاكرة الليبية الزاخرة.