البتكوين تنهار.. إليك الأسباب الحقيقية ونظرية “المؤامرة”
وصلت قيمة العملة الرقمية “بتكوين” إلى 3800 دولار لتنخفض قيمتها إلى أكثر من 82% عن عام 2017 حينما كسرت حاجز 20 ألف دولار.
أثار هذا الانخفاض الحاد في العملة التي صعدت بقوة خلال فترة قصيرة تساؤلات كثيرة لاسيما خبراء الاقتصاد والتقنية.
ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى الانخفاض الحاد للعملة، ثمة سؤال جوهري، والإجابة عن هذا السؤال سيجعل الأمر أكثر منطقيةً وتفهماً حول ما حدث.
السؤال باختصار: هل كانت العملات الرقمية لاسيما البتكويْن تستحق السعر المرتفع الذي وصلت إليه؟ أم أن ظروفاً وأسباباً خاصة رفعت سعرها إلى 20 ألف دولار؟.
الكثير من الخبراء يروْن أن البتكوين وبقية العملات الرقمية أخذت أكثر مما تستحق، لاسيما أنها ارتفعت خلال فترة قصيرة، وما يحدث الآن هو ما يُعرف في علم الاقتصاد بـ “عملية تصحيح مسار”، أي أن البتكوين تأخذ وضعها الطبيعي الآن لكن هذا لا يمنع أنها مرشحة للارتفاع مرةً أخرى.
ويستشهد الخبراء بحدث مشابه مع شركة فيسبوك، حيث قبل شهور حينما انخفض سهم فيسبوك بصورة حادة، وكانت التحليلات الاقتصادية ترى أن أحد أسباب انهيار سهم فيسبوك من 214 دولار إلى 160 دولاراً أنه لم يكن يستحق هذا الارتفاع وعاد ليبقى على طبيعته، وأن هذا ما حدث مع البتكوين رغم اختلاف الكثير من الظروف والأسباب.
وبالعودة إلى السابق كان ارتفاع العملات الرقمية له أسبابٌ كثيرة مثل ارتفاع الطلب عليها من أفراد وجماعات ومنظمات وبعضها مخالفة للقانون، إضافة إلى أن انتشار الحديث عنها في الإعلام فتح شهية فضول البعض للاستثمار بها.. بل والقيام بعمليات تعدين لها عبر عمليات حاسوبية معقدة من أجهزة قوية.
وبعدما هدأت ثورة الطلب عليها وأصبح السوق مكتفياً بها ظهر الركود، ووجد أصحابها أنفسهم متخمين بها ولا يجدون الطلبات كما في السابق.
كما حاربت حكومات أوروبية وآسيوية ومعها بنوك ومصارف عملاقة العملة ومنعت تداولها والتعامل معها حتى تُضيّق الخناق عليها وحصرت تعاملها في أمور محدودة.
ويقول الخبير والمستثمر في العملات الرقمية “جوناثان ماي” إن 40٪ من البيتكوين مملوكة من قبل نحو ألف مستثمر ولهذا فهم قادرون على التأثير بشكل كبير على السوق.، وفقاً لتفسيرات جوناثان، وهذا يعني أنه يمكنهم التلاعب بها إذا أرادوا ذلك. وأنهم من كانوا يقفون خلف ارتفاعها في الأصل.
ويرى جوناثان أن هناك أسباب أخرى، من ضمنها أن السوق غمره عدد كبير من المستثمرين لاسيما أولئك محدودي الخبرة والمبتدئين الذين قفزوا بسرعة إلى سفينة البتكوين كمحاولة لبناء ثروة سريعة واستثمروا فوق طاقة تحملهم دون النظر إلى كمية العرض والطلب ودون وجود رؤية محددة ومستقبل واضح لهذه العملات.