الانتخابات التركية “تهز” مصداقية أردوغان

تقرير| 218 

رغم فوز تحالف الشعب التركي الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية بأكثر من 51 في المئة من أصوات المقترعين في الانتخابات البلدية الأخيرة وتمكن حزب العدالة وحده من السيطرة على رئاسة 39 بلدية كبرى وولاية من أصل 81 بلدية، إلا أن خسارته في أكبر بلديتين في البلاد، أنقرة وإسطنبول، بعد 25 عاما من سيطرته عليهما أضفى مرارة على هذا الفوز.

وترجم حزب العدالة هذه المرارة في الطعن بنتائج الانتخابات وإعادة العد والفرز في 8 دوائر من أصل 39 في إسطنبول، ومع أن الفارق الضئيل تقلص بعد إعادة فرز 50 في المئة من الأصوات إلا أن حزب الشعب الجمهوري أعلن أن مرشحه أكرم إمام أوغلو لا يزال في الصدارة بل إنه حصل على 17.19 ألف صوتا إضافيا منذ بدء العد.

ولعل المتابع للشأن التركي يلحظ الصعود اللافت لحزب الشعب الجمهوري خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأت بوادره تظهر منذ خسارة حزب العدالة في التصويت على استفتاء تعديل الدستور 2017 في معقله باشاك شهير، ليعقبها حصول مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أروغان العام الماضي على أكثر من 30 في المئة وهي نسبة تعد الأعلى للحزب الجمهوري منذ نحو 12 عاما.

ويبعث تراجع شعبية حزب العدالة في المدن الكبرى برسالة مفادها أن الولاء ليس ثابتا وأن الناخبين عبروا عن عدم رضاهم عن سياسات الحزب وأن مصداقية أردوغان اهتزت.. فهل ستتمكن المعارضة من إصلاح ما أفسده العدالة والتنمية أم أن انتظارات الناخبين ستطول في ظل أزمة اقتصادية خانقة.