الانتخابات أولاً أم الدستور أولاً؟
يوسف الصواني
دستور زمن الصراع والحرب والمغالبة، أم انتخابات لا تؤكد التجربة سوى أنها ستقود إلى انقسام بين قابل ورافض وبين رابح وخاسر؟ في ظل الميليشيات وفوضى السلاح وغياب أي تمثيل للدولة سنجد أنفسنا أمام سيناريو حيث الخاسر في الانتخابات يتمترس بسلاحه وميليشياته ويرفض النتائج! كما سنجد الرافض لمسودة الدستور مستعداً للرفض بل وربما المجازفة بما هو أبعد مدىً. لماذا لا نفكر في خيار ثالث ؟ لم لا نفكر في معاهدة سلام شامل؟ لم نتمسك بما ثبت عجزه عن لم الشمل وتحقيق السلم وصيانة النسيج الوطني عبر السنين؟ لم نصر على تجاهل فشل الصخيرات وملامح فشل ما يسمى المؤتمر الجامع ما لم يتم إعادة توجيهه نحو إنجاز هدف السلام ومخرجات تضمن الاتفاق على أسس الدولة ومضامين وقيم المنتظم السياسي!
إن تبني أياً من الخيارات هذه أو اتخاذ القرار بشأن المضي قدماً في تنفيذ احدها أو الآخر ليس قراراً للنخب السياسية التي فشلت بما يتجاوز كل حجة أو عذر، أو لمن يتصدرون الواجهة ، أو لمن يعبرون عن رؤية خاصة، قبلية أو جهوية أو سياسية أو عابرة للحدود، ولا لراغبي أو طالبي الزعامة، كما أن مصير مسودة الهيئة لا يتحدد برغبة أو إرادة الأعضاء المدافعين عنها والمستميتين على ضرورة الاستفتاء عليها، فلقد انتهت مهمتهم!
لا بد من إرجاع اختيار أي طريق إلى كل الليبيين! لا مناص من مؤتمر سلام جامع.