الاعتداء على الأطباء والأطقم الطبية …
سالم الهمالي
تواترت الأخبار عن ارتفاع في الاعتداءات على الأطباء والعاملين في المرافق الطبية بعد انتشار وباء كورونا في ليبيا، وارتفاع عدد حالاته في المستشفيات ومرافق العزل، وما ينتج عنه من وفيات نتيجة المرض.
أمر مؤسف يدعو للتفكر، خصوصا بما تعيشه بلادنا من انهيار شامل لكل مرافق الخدمات العامة، ليس أقلها انقطاع الكهرباء بالساعات الطوال يوميا في أغلب مدن وقرى ليبيا، مع إغلاق المدارس والمصانع وأغلب المؤسسات الحكومية.
بإمكانات محدودة وضعيفة يتصدى العاملون في المرافق الصحية في ليبيا لوباء قهر أكبر وأقوى الأنظمة الصحية في العالم، وفيما يجد نظراؤهم في تلك الدول الاحترام والتقدير من كافة شرائح المجتمع، نرى قلة من العابثين يوجهون غضبهم من الأوضاع في البلاد الى فئة تقوم بما تستطيع وفي ظروف استثنائية للمحافظة على أرواح الناس ومعالجة أمراضهم.
لم نر الصفوف تقف للتحية، ولا حتى كبار المسؤولين حضروا للرفع من المعنوية، بل اعتداء لفظي وبدني على عُزل، مع زيادة تخريب وتدمير للمرافق الصحية.
مثل هذه الأفعال المشينة ضد الأطقم الطبية تستوجب الإنكار والشجب بأقوى التعابير، وتُلقى على السلطات المعنية مسؤولية توفير الحماية لهم، حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم. نعم هناك ضعف في الإمكانات والخدمات، لكن هذا حال كل شيء في البلاد وليس مقتصرا على الخدمات الصحية، ولذلك يصبح دعم هذه المرافق والعاملين فيها أوجب الواجب في مثل هذه الظروف.
كل العالم يعاني من آثار الوباء، وقد تستمر هذه المعاناة لعدة أشهر أخرى أو أكثر من ذلك، بما يجعل المحافظة على الخدمات أمر ضروري لا غنى عنه، لضمان تقديم شيء من الرعاية الصحية في البلاد.