الاستثمار السياحي .. يغازل رجال الأعمال ويواجه التحديات
خاص 218
حالة من الانتعاش يعيشها قطاع السياحة في ليبيا على صعيد الساحل الممتد إلى نحو 1900 كيلو متر تقريبا وباتت هذه الطفرة واضحة خلال المنطقة الممتدة بين وادي كعام شرقا وحتي غنيمة غربا، على مساحة ساحلية قدرها 43 كيلو متر، انتشرت فيها القرى والمنتجعات السياحية إلى جانب عدد كبير من المصائف والاستراحات الخاصة المتركزة في مدينة الخمس التي يعد الشاطئ فيها من بين أفضل المناطق في ليبيا.
و وفقا لبيانات حديثة تحصلت عليها 218 حصريا، من رئيس مركز المعلومات والتوثيق السياحي في الهيئة العامة للسياحة التابعة لحكومة الوفاق أسامة الخبولي والذي أشرف بدوره صحبة مكتب السياحة في مدينة الخمس على دراسة موسعة صدرت في يوليو الجاري، أوضحت أن عدد الزوار للمصائف العام الماضي في الفترة الموسمية الصيفية والتي شملتها الدراسة 11 ألف فرد خلال الفترة مابين الأول من يونيو وحتى آخر سبتمبر من العام الماضي.
وقال الخبولي لقناة 218 إن عدد الاستثمارات السياحية في مدينة الخمس وصل عددها إلى 8 قرى سياحية ومنتجعات، وهي ” قرية القرمادي، وغنيمة، ومنتجع اغنيمة السياحي، و قصر سيلين، وجنيف، وحدائق البحر، والشاطئ الذهبي، وهانيبال”، فيما يبلغ متوسط إيراداتها السنوية نحو 19 مليون و 200 ألف دينار خلال الفترة الصيفية، فيما يقدر صافي الأرباح بنحو 10ملايين دينار سنويا، وتقدر الإيرادات خارج الموسم الصيفي بنحو 1.9 مليون دينار.
وكشفت الدراسة الموسعة إلى وجود 400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة نتيجة هذه المشاريع، فيما يقدر عدد الغرف والأجنحة والشاليهات بنحو 320 غرفة وجناحا وشالية مزدوجا .
وأوضحت الدراسة التي تحصلت عليها 218 حصريا من مركز المعلومات والتوثيق السياحي في الهيئة العامة للسياحة التابعة لحكومة الوفاق بأن مدينة الخمس تحتوي على 6 فنادق رئيسية، وهي فندق الحسن الكبير، و فندق سيفيروس، وفندق النقازة، وفندق لبدة، وفندق المرقب، و فندق الماسة الذهبية، وهو عبارة عن شقق مجمعة، فيما يقدر إجمالي الغرف والأجنحة في إجمالي الفنادق 120 غرفة وجناح، وتقدر إيراداتها السنوية بنحو 2.5 مليون دينار، فيما يبلغ صافي أرباحها السنوي 1.5 مليون دينار، ويقدر عدد العمالة المباشرة وغير المباشرة 180 عامل.
و وفقا لتصريح خاص لـ 218 من رئيس مركز المعلومات والتوثيق السياحي في الهيئة العامة للسياحة أسامة الخبولي فإن عدد المصائف الموسمية المؤقتة بلغ 100 مصيف ممتدة في المنطقة بين وادي كعام و غنيمة وبلغت عدد الأيدي العاملة فيها 1000 فرد، ويبلغ عدد العرائش فيها نحو 2000 عريشة، وتقدر قيمة الإيرادات فيها بنحو 10 ملايين دينار في حال بلغت القوة الاستيعابية الموسمية 100%.
أما عن الاستراحات فقد أشارت الدراسة التي تحصلت قناة 218 عليها بشكل حصري إلى وجود 200 استراحة بمدينة الخمس مع حلول يوليو الجاري، وتشهد المدينة الساحلية نهضة عمرانية سياحية كبيرة على الشاطئ، ويبلغ إجمالي إيراداتها في الموسم الصيفي 7.5 ملايين دينار، حيث تبلغ أسعار الإيجارات في الموسم الصيفي ما بين 250 إلى 750 دينار لليلة الواحدة.
أما على مستوى الإشغالات من حيث الحجوزات، فقد تسجل القرى السياحية إشغالا بنسبة تصل 100% خلال الفترة مابين الأول من يوليو وحتى آخر سبتمبر من كل عام.
وقال الخبولي خلال حديثة لـ 218 إن خطة التنمية السياحية تستهدف توفير 225 ألف فرصة عمل عام 2025 في حال نجاح التخطيط العام موضحا أن ليبيا مقسمة على 4 أقاليم سياحية وهي ” الإقليم الشرقي، والإقليم الغربي، وإقليم الجنوب، وإقليم الوسط ”
وأكد الخبولي أن المركز تقدم بخطة تحكم الأسعار وتضبطها، وفقا للتصنيفات المعمول بها للمجلس الرئاسي قبل عام، في حين لم ترد أي موافقات حتى اللحظة تزامنا مع ارتفاعات كبيرة في ثمن الحجوزات، حيث يتراوح ثمن الليلة الواحدة ما بين 450 دينار إلى 1750 دينار.
أما عن السياحة الشاطئية في ليبيا فقد أشار الخبولي إلى وجود 134 موقعا سياحيا على مساحة 34 ألف هكتار، مسجل بشكل رسمي تم استثمار نحو 29 موقع بينهم فندق ماريوت، وفندق ريجنسي إضافة إلى فندق فور بوينت الذي تستثمر فيه سلسلة شيراتون، إلى جانب أبراج ” هاشو – بطريق الشط طرابلس” ومواقع أخرى، شملت قرى ومنتجعات سياحية، فيما شمل المخطط بلوغ الإيرادات لـ 6% من إجمالي الإنتاج القومي الليبي، في حال شهد القطاع تنمية كبيرة ونجاحا لخطط التطوير.
وتقف عدد من العوامل أمام تطوير القطاع السياحي في ليبيا من بينها الجانب الأمني و التعديات على الأراضي، إلى جانب تلوث البيئة البحرية في المنطقة الممتدة ما بين جنزور و القره بوللي، والتي باتت تعد غير صالحة للسياحة، إلى جانب رمي النفايات الصحية في البحر ومنها مخلفات جراحية، مع غياب خطط واضحة للسيطرة على مصبات الصرف الصحي في البحر التي يبلغ عددها نحو 30 مصبا أغلبها متصدعة.