فيسك: القذافي موجود في واشنطن
قال الصحافي البريطاني روبرت فيسيك في مقال نُشر له اليوم الخميس بصحيفة “إندبندنت” البريطانية إنه شاهد العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا ب”الحديد والنار”، وصاحب “الخُطَب الطويلة والمملة”، وأنه لا يُساوِره أدنى شك بأن العقيد القذافي موجود في البيت الأبيض ويُدير الولايات المتحدة الأميركية من المكتب البيضاوي، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصبح “النسخة الأميركية” من “الديكتاتور الليبي” العقيد معمر القذافي.
وعدّد فيسيك الصحافي، والمراسل المُتجوّل للصحيفة البريطانية ما اعتبرها “أوجه الشبه” بين الرئيس الأميركي والعقيد القذافي، إذ قال إن ترامب قد أحال البيت الأبيض إلى “خيمة” كان القذافي يدير منها شؤون ليبيا، قبل أن ينتقل إلى شبه آخر بينهما بالقول إن العقيد القذافي كان يحب “صوته وصورته”، وأنه كان يعود ليحضر خطاباته على الشاشة في خيمته بعد انتهاء نشاطاته الرسمية، مؤكدا أن ترامب يفعل الأمر نفسه في فراشه، إذ يُحِب أن يشاهد نفسه على الشاشة كثيرا. فيسيك يقول في مقاله حول النسخة الأميركية من العقيد القذافي إن الأخير كان يُقرّب إليه في “خيمة الحكم” أفراداً غير كفوئين ومؤهلين من العائلة والأصدقاء، ويسند إليهم المناصب والمهام، وهو ما يفعله ترامب أيضا، في إشارة ضمنية إلى نفوذ إبنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير الذين تسسبا بأكثر من مشكلة مع موظفين كبار في البيت الأبيض، منذ أن وصل إليه ترامب رئيسا خلافا للتوقعات في يناير 2017، قبل أن ينتقل فيسيك إلى القول إن القذافي أسوة بترامب كان “مُنْفصِل عن الواقع”، عدا عن أنه “مُضلّل”.
ووصف فيسيك ترامب بأنه يشبه القذافي أيضا في أنه لا يحترم “العهود والاتفاقيات” في إشارة ضمنية من فيسيك إلى قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق الذي وقّعت عليه الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، علما أنه لاحقا لقرار ترامب فإن الدول الأخرى المُوقعة وعواصم عدة حول العالم رفضت اللحاق بالخطوة الأميركية، وأعلنت أنها بصدد المحافظة على هذا الاتفاق بوصفه “أفضل إنجاز دبلوماسي” تحقق في العقود الأخيرة.