الإرهاب المؤمن!
سليمان جودة
توقفوا من فضلكم عن ترديد عبارات لن تقدم، وإنما سوف تؤخر كثيراً، فى المعركة الممتدة مع الإرهاب!
توقفوا عن وصف الإرهاب بأنه أسود، لأنه لا يوجد إرهاب أبيض فى العالم، ولأن الذين يخططون لعمليات الدم لن يؤثر فيهم فى شىء أن توصف أعمالهم بأنها سوداء، ولن يتوقفوا بالتالى عن التخطيط لأهداف أخرى من النوع نفسه، فى المستقبل، لمجرد أننا نقول عن الإرهاب إنه إرهاب أسود!.. لن يحدث!
توقفوا من فضلكم عن وصف الإرهاب بأنه إرهاب كافر، لأنه لا يوجد فى العالم كله إرهاب مؤمن، ولأن الذين ينفذون عمليات من نوعية عملية الكنيسة البطرسية لن يكفوا عن التنفيذ، مستقبلاً، لمجرد أننا نصف ما يفعلونه بأنه كافر.. لن يحدث هذا.. ولا تعنيهم أوصافنا لما يرتكبونه فى شىء.. إنهم هم أنفسهم يعرفون أن إرهابهم كافر، ويسعدهم أن يكون كذلك، ويتحركون على هذا الأساس!
توقفوا من فضلكم عن وصف الإرهاب، فى كل مرة، بأنه إرهاب خسيس، أو أنه جبان، لأنه لا يوجد إرهاب طيب، ولا يوجد إرهاب شجاع.. ولكنه إرهاب وفقط.. ولا يعنيه بالمرة أن نطلق عليه أى اسم.. إن هذا شأننا الذى لا ينشغل به هو لحظة واحدة!.. ولابد أن الذين يقفون وراء الإرهاب، أياً كان نوعه فى نظرنا، يضحكون طويلاً بعد تنفيذ كل عملية، عندما يلاحظون أننا دخلنا فى سباق من أجل وصف شكل الإرهاب، ولونه، ونوعه!
يضحكون، ويفركون أياديهم فرحاً ونشوة لأنهم يطمئنون إلى أن البحث عن وصف من جانبنا لشكل الإرهاب، أو نوعه، أو لونه، لن ينجح فى وقفه فى مقبل الأيام، ولأننا، والحال هكذا، نتعامل مع منظره، وليس مع مضمونه، أو مع الجوهر فيه!
إن البلد يخوض معركة مع الإرهاب، بكل ألوانه وأشكاله وأصنافه، منذ الثلاثين من يونيو 2013، وهى معركة أسبابها معروفة، ومنشورة، ومعلنة، وليست سراً على أحد، ومن الواضح أنها سوف تستمر معنا لفترة، وسوف تتوقف شطارتنا فيها على جعل هذه الفترة قصيرة، وعلى اختصارها أو اختزالها قدر الإمكان!
والسؤال الذى يتعين أن ننشغل به هو: لماذا نجح الإرهاب فى الوصول إلى هدفه فى الكنيسة البطرسية، وفى كمين الهرم من قبلها؟!.. ولماذا فشلنا فى منعه من الوصول إلى الهدف؟!.. الإجابة عن هذا السؤال، بصراحة، ودون تغطية على شىء، تضمن وحدها ألا ينجح فى المرة القادمة، وألا نفشل فى المواجهة معه على كل الجبهات!.. انشغلوا بأفكاره وتفنيدها، ولا تنشغلوا بألوانه وتصنيفها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة “المصري اليوم” المصرية