الأوكرانيون على موعد مع كارثة إنسانية وشيكة.. وموجات اللجوء متواصلة
تكشف صور ومقاطع مصورة هول الكارثة الإنسانية التي عاشها الأوكرانيون في اليومين الماضيين، وبات صوت صفارات الإنذار لا ينقطع، فيما يهرع الناس إلى الملاجئ ومحطات المترو تحت الأرض، للاختباء من القصف الروسي، وأظهرت صور تحطم نوافذ المباني، والأضرار الجسيمة التي أحدثتها القذائف في البنية التحتية، فيما تبحث أسر عن أي وسيلة تدفئة لحماية أطفالها من البرد القارس.
احتشد الآلاف في محطة سكة حديد كييف محاولين شق طريقهم بالقوة إلى قطارات الإجلاء المزدحمة المتجهة إلى لفيف في الغرب، فيما حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى خمسة ملايين شخص قد يحاولون النزوح إلى خارج البلاد، وكانت أوكرانيا منعت الرجال في سن القتال من المغادرة، وعلى الحدود مع بولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، كان معظم من يعبرون من النساء والأطفال.
وأشار المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي إلى أن أكثر من 50 ألف أوكراني فروا من بلادهم في أقل من 48 ساعة، منذ بدء الغزو الروسي، معظمهم نحو بولندا ومولدافيا، فيما أحصي مئة ألف نازح داخل أوكرانيا.
وأعرب غراندي عن شكره العميق للحكومات ومواطني الدول التي تبقي حدودها مفتوحة وتستقبل اللاجئين.
من جانبه، أكد منسق الشؤون الإنسانية في المنظمة مارتن غريفيث أن المنظمة تعتزم السعي لجمع تبرعات بقيمة تزيد على مليار دولار من أجل الإغاثة الإنسانية في أوكرانيا على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، عن تخصيص عشرين مليون دولار لزيادة عملياتها الإنسانية في أوكرانيا، فيما طالب غريفيث بإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وبلا عوائق، مشددًا على ضرورة أن تتمتع طواقم الإغاثة الإنسانية بـ”حماية” عندما يوصلون المساعدات في كل المناطق المتضررة من النزاع.
من جانبها، أشارت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، إلى أن بلادها تتابع عن كثب احتمال حصول تحركات للاجئين نحو الدول المجاورة، مبدية الاستعداد لتقديم “دعم كبير” لجيرانها ولاسيما بولندا.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أيضًا استعدادها لتقديم الدعم الاقتصادي لبولندا عند الحاجة، وتوفير المساعدة لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء، و الشرطة الأوروبية “يوروبول”، والوكالة الأوروبية للحدود “فرونتكس”.
وجددت بولندا التي تشترك بحدود طويلة مع أوكرانيا، دعمها لجارتها الشرقية، وأعلن وزير داخليتها ماتشي فاسك إلى وضع خطط طوارئ في مواجهة أزمة إنسانية محتملة، والاستعداد لموجة لجوء قد تصل إلى مليون شخص.