“الأمم المتحدة” تُغادِر ساحل العاج.. لكن الأمن “هشّ”
أنهت الأمم المتحدة مهمتها لحفظ السلام في ساحل العاج يوم الجمعة بعد 13 عاما ساعدت خلالها البلد الواقع في غرب أفريقيا في أزمة سياسية، حتى الانتخابات ولعبت دورا حاسما في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.
ورغم النهوض السريع بعد الحرب يأتي الانسحاب في وقت تحذر فيه جماعات حقوقية من أن الفشل في مواجهة الإفلات من العقوبة وإصلاح الجيش الممزق يهددان الاستقرار في المدى الطويل في أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا.
وقال متحدث باسم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة “يهنئ الأمين العام شعب وحكومة (ساحل العاج) على تصميمهم وجهودهم في طي صفحة الأزمة والصراع”.
وتأسست البعثة في عام 2004 بعد عامين من محاولة انقلاب فاشلة أشعلت فتيل الحرب الأهلية التي قسمت البلد بين متمردين في الشمال وجنود يتبعون الرئيس السابق لوران غباغبو.
وحملت البعثة مهمة قيادة البلاد، أكبر منتج للكاكاو في العالم، إلى انتخابات رئاسية أجريت بعد سلسلة من التأجيلات في أواخر العام 2010 حين وصل عدد أفراد البعثة إلى تسعة آلاف.
وحاول غباغبو إلغاء النتائج في الشمال وإبطال انتصار منافسه الحسن واتارا في جولة الإعادة.
وأعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة تشاو يونغ-جين أن واتارا فاز بالانتخابات وحظي بعدها باعتراف معظم الدول.
وجاء إنهاء مهمة البعثة في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تقليص ميزانية حفظ السلام بالأمم المتحدة. كما يأتي عقب موجة من التمرد بالجيش كشفت عن ضعف قبضة الحكومة على المؤسسة العسكرية.
ويخشى محللون ودبلوماسيون وقوع المزيد من الاضطرابات مع اتجاه البلاد لانتخابات رئاسية أخرى في عام 2020 لاختيار خليفة الرئيس واتارا الذي سينهي ولايته الثانية والأخيرة.