“اشتباكات الاثنين” تُنهي هدوء طرابلس بعودة “الهاجس الأمني”
ألقت الاشتباكات بمحيط مطار معيتيقة في طرابلس، وما أنتجته من خسائر بشرية ومادية، بظلالها على “هشاشة” الوضع الأمني في العاصمة على الرغم من “الهدوء الأمني” الذي عاشته طرابلس لشهور عديدة، ولمسه المواطن والزائر إلى العاصمة.
في مُلخص لما ورد في “البيانات الرسمية” على الهجوم المُسلح، نرى الصوت الرافض والمستنكر عاليا، وبالمجمل شكلت “هجوما كلاميا” على الخارجين عن القانون والمعتدين على المال العام ومقدرات الدولة، لكنها خلت من وضع اليد على الجرح، والبوح بأن بعض الكتائب المُسلحة ما تزال “تسرح وتمرح” وتنتظر لحظة ما لتنفيذ مُخططاتها على الأرض، بحسب ما يرى متابعون.
وجود “خارجين عن القانون”، كما ذكرت “بيانات الاستنكار”، ربما يخدم مصالح تتعدى “الأثر الآني” لهجوم هنا أو هناك، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اتجاه البلاد إلى الانتخابات أصبح أمرا واقعا، وأكبر تأثير يمكن أن يحصل في هذا الجانب هو “الوضع الأمني”، حيث بدونه لا يمكن إجراء انتخابات، وهذا ما أكدته الأطراف المحلية والدولية المعنية بالشأن الليبي.
وبالنظر إلى “الهاجس الأمني” الذي قد يعود مجددا إلى أذهان المواطن في طرابلس، بعد الاشتتباكات في محيط مطار معيتيقة، يصبح بحكم المؤكد العودة خطوات كثيرة للوارء في عدة ملفات تتعلق بـ”الثقة” في مستقبل البلاد، وإمكانية السيطرة على كتائب ما زالت تملك أسلحة متنوعة تمكنها من زعزة الأمن بأي وقت، وبهذا الجانب يؤكد المتابعون للملف الليبي أن المُعالجة الكاملة للملف الأمني أمر لا بد منه للمضي قدما بأي إصلاح.
العبرة الواجب الأخذ بها من “اشتباكات الاثنين”، هي أن “الخلايا المُسلحة” في طرابلس ما تزال تحتفظ بأفكارها وقوتها، وهي رهن إشارة ما للانقضاض على أهدافها، وللتخلص من هذا “الكابوس” لا بد من معالجة من الجذور، وتجفيف منابع الدعم عن هذه الجماعات المسلحة وقطع الطريق عليها للتغلل أكثر في مفاصل العاصمة، وفق رؤية بعض المهتمين بشأن ليبيا.