استمرار تغييب الناشط المدني عز الدين الوحيشي
نفى مصدر خاص لـ 218 مقتل الناشط المدني عز الدين الوحيشي المغيب في سجون التشكيلات المسلحة لأكثر من شهرين حيث ما يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة .
ورغم صرخات والدته، ومناشدات إخوته وحكماء الزنتان وأعيانِها لم تستجب الجهة التي غيبت الناشط المدني عزالدين الوحيشي لهذه المناشدات الممزوجة بالدموع ، هذه الجهة قيل لنا -وليس ذلك بخفيٍّ- إنها قوة الردع الخاصة التي تسلمت الوحيشي وهو كسير، وجسده تملؤه الجروح والرضوض إثر حادث سير جعله مجبراً على خوض المغامرة الأصعب، والدخول لعش الدبابير، واختراق الحالة الفوضوية، لكن مسلحاً أخرجه من المستشفى على مرئى ومسمع والده الذي وقف مكتوف الأيدي أمام سطوة السلاح ورعونة حامله .
ومضي شهران و أكثر على حادثة تغييب الوحيشي ، الحادثة التي وصفتها منظمات حقوقية بأنها حادثة اختطاف واضحة كالشمس في رابعة النهار، تؤكد للمرة الألف سيطرة تشكيلات مسلحة غير منضبطة على طرابلس، واستمرارِها إخفاءَ وإسكاتَ الأصوات التي تعارضها، أو تتطرق إلى عيوبها، أو تتناول خروقاتها، وجرائمها بحق الدولة والمواطنين والتاريخ .
ومنذ سبتمبر ونحن الآن على أعتاب ديسمبر الآن ومصير الوحيشي ما يزال مجهولاً، فلا أحد يعلم عن حالته الصحية شيئاً، هل هي في تحسن، أم إلى تدهور؟ هل ما يزال حياً؟ أم تراه قد فارق الحياة؟
وتظل هذه الأسئلة مشروعة طالما أن الجهة التي غيبت الوحيشي تصرُّ على التجاهل وكتمان ما تحمله من معلومات تتطلبها المصداقية والشفافية، وتطلبها دعوات والدته المتضرعة في الأسحار.