استمرار النزاع والانقسام في ليبيا سيوصل إلى طريق مسدود
قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، إن الأطراف السياسية في ليبيا أدركت أن الاستمرار في الانقسام والنزاع سيوصلها نهاية الأمر إلى طريق مسدود، وهو ما حدا بهم إلى التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار العام الماضي، حيث إنهم وصلوا لحقيقة أن الاستمرار في الصراع سيفقد البلاد سيادتها من خلال ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية في ليبيا.
وكشفت ويليامز في حديث لها مع صحفية جينفا سلوشن، أن الممثلين العسكريين في ليبيا كانوا منذ البداية مستعدين لإجراء محادثات مباشرة، طلبوا في نهايتها الاجتماع بمفردهم من دون وساطات.
وأضافت ويليامز أنها استطاعت من خلال اللقاءات الافتراضية إنشاء ثلاثة مسارات فرعية للحوار السياسي، أولهما للمرأة وثانيهما للشباب وثالثهما للمجالس البلدية، بالرغم من عدم التمكن من دعوة جميع عمداء البلديات للحوار السياسي.
ولفتت ويليامز إلى أن أبرز القضايا التي أراد الليبيون معالجتها هي الاقتصاد والمصالحة الوطنية والمساءلة والشفافية، إضافة إلى التوزيع العادل للموارد وتفكيك الجماعات المسلحة، وهو ما ظهر جلياً من خلال الاقتراع الفوري والذي أيّد 80% ممن شمله الاستطلاع إجراء انتخابات وطنية في الـ24 من ديسمبر المقبل.
وجددت ويليامز تأكيدها على أن الحل في ليبيا يكون بأيدي الليبيين أنفسهم، بالرغم من عدم إغفال دور الوساطة الذي اعتبرته مُهماً للتقريب بين وجهات النظر المختلفة، وهو ما يتطلب الاتصال بالجهات الفاعلة وإدراك طبيعة التحالفات التي قد تنشأ.
وأكدت ويليامز على ضرورة المحافظة على وقف إطلاق النار في ليبيا وهو ما يمكن ملاحظته من خلال رغبة الليبيين الأساسية للعمل؛ من أجل إنهاء أزماتهم، معتبرة أن استخدام النفط كسلاح أثناء فترة الصراع قد خلق مصاعب كبيرة، وهو ما استلزم إجراء تدقيق دولي تحت إشراف الأمم المتحدة لفرعي المصرف المركزي في ليبيا، تم الانتهاء منه مؤخراً، ويجري تنفيذ توصياته والذي يُعد مهماً للغاية لأنه يوفر الشفافية حول كيفية إدارة موارد الدولة وتوزيعها، حسب وصفها.
واعتبرت ويليامز أنه من الجيد أن ليبيا تمكنت من استضافة مؤتمر دعم استقرار ليبيا في العاصمة طرابلس مؤخراً، بمشاركة عدة وفود دولية، وهو ما لم يمكن تصوره قبل عام أو عامين في ظل الانقسام السياسي، منوهة إلى أنه يجب عدم إغفال إرادة الليبيين في الذهاب لصناديق الاقتراع وانتخاب حكومتهم.
وعزت ويليامز النجاح في الحوار السياسي إلى مشاركة الأطراف السياسية على مختلف مشاربها، وهو ما استوجب التواصل مع كل المشاركين باستمرار.
ورأت ويليامز أن النهج الذي اتّبعته مع المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة تركّز على ثلاثة مبادئ أساسية، وهي أن تتولى الأمم المتحدة القيادة باعتبار حياديتها، إضافة إلى وضع مصالح الليبيين فوق مصالح الأطراف الأجنبية، ووضع مصالح المواطن الليبي العادي فوق مصالح الطبقة الحاكمة الليبية.