استمرار إغلاق الحقول النفطية .. والعواقب وخيمة
تزايدت وتيرة الجدل بشأن إغلاق الموانئ النفطية خاصة أن إدارة ملف النفط هي أحد أهم بواعث الصراع في البلاد.
ويرى أعيان ومشائخ القبائل في المناطق النفطية التي عُلق بها الإنتاج أن النفط يستخدم من قبل الطرف الآخر في تمويل المجموعات المسلحة مطالبين بأن يتم توزيع موارد ليبيا على نحو عادل على كل المناطق حسب قولهم.
وعلى الجانب الآخر تتحدث المؤسسة الوطنية للنفط بالأرقام عن الخسائر التراكمية من انخفاض الإنتاج بشقيه النفطي والغازي، والتي تشير إلى أنها تجاوزت الــ 2.7 مليار دولار أمريكي منذ 17 يناير 2020.
وأضافت المؤسسة في بيان أن إنتاج النفط والغاز ما يزال في تراجع كبير ومستمر نتيجة الإقفالات التي طالت المنشآت النفطية حيث بلغ الإنتاج 119.867 برميل يوم أمس الأول الأربعاء الرابع من مارس.
وعبّرت المؤسسة في بيان عن قلقها الشديد من نقص محتمل في الوقود خلال الأيام القادمة بعد فقدان الإنتاج المحلي وإيقاف عمل مصفاة الزاوية وعدم توفر الميزانيات الكافية للاستيراد، ذاكرةً أن ناقلة ديزل تستعد للتفريغ في ميناء بنغازي اليوم الجمعة فيما يتوقع وصول ناقلة بنزين في وقت لاحق، مبينة أن مستودعات التخزين في طرابلس وبعض المناطق المحيطة بها والمناطق الجنوبية ما تزال تعاني من نقص في الإمدادات بسبب تردي الأوضاع الأمنية حيث يتم تزويد مدينة طرابلس بالمحروقات من ميناء طرابلس مباشرة.
وتبقى التساؤلات مفتوحة إذا ما استمرت أزمة إغلاق منشآت النفط في ظل ما تواجهه البلاد من وضع اقتصادي صعب متزامن مع التصعيد العسكري في ظل اتساع الانقسام العسكري والسياسي بين مختلف الأطراف، فكيف سيكون الوضع الاقتصادي للبلاد ليبقى المتضرر الأول من كل هذه التطورات المتلاحقة المواطن البسيط الذي بات يكابد كل يوم للحصول على احتياجاته الأساسية.