استقالة “حمدوك” تُدخل السودان في غموض سياسي
دخل السودان في حالة من الغموض تكتنف مستقبل الحياة السياسية، بعد أن أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس، استقالته، بعد ستة أسابيع من إعادة “حمدوك” إلى المنصب، في إطار اتفاق سياسي مع الجيش.
ومع استمرار الاحتجاجات التي خرجت ضد الانقلاب العسكري في أكتوبر، حتى بعد الإعلان عن الاتفاق؛ لم ينجح “حمدوك” في تشكيل حكومة تكنوقراط وفق ما تعهد به، ليفتح بخطاب استقالته الأبواب أمام حالة من الغموض تكتنف مستقبل الحياة السياسية في السودان، عقب ثلاث سنوات من الانتفاضة التي أفضت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير.
وشدد “حمدوك”، الذي يعد الوجه المدني للمرحلة الانتقالية، في خطابه المتزامن مع الذكرى 66 للاستقلال؛ على الحاجة إلى حوار حول مائدة مستديرة للتوصل إلى اتفاق جديد للانتقال السياسي إلى الديمقراطية، وعزا خلاله قرار الاستقالة إلى تجنيب البلاد خطر الانزلاق نحو الكارثة، في ظل ما تمر به من منعطف خطير قد يهدد بقاءها، خاصة مع حالة الشتات داخل القوى السياسية والصراعات العدمية بين كل مكونات الانتقال. منوهًا بمحاولات عدة بذلها كي يحدث التوافق؛ لكن ذلك لم يحدث.
وقبيل خطاب الاستقالة بساعات؛ شهدت البلاد خروج آلاف السودانيين في مظاهرات سارت باتجاه القصر الرئاسي في الخرطوم، أطلق عليها “مليونية الشهداء”، في تحد لقمع قوات الأمن، وإطلاقها الغاز المسيل للدموع، وسط انقطاع كامل للاتصالات وانتشار كثيف للجنود المسلحين.
وذكرت لجنة الأطباء المركزية المناهضة للانقلاب، أن متظاهرين على الأقل قُتلا، في أم درمان، قضى أحدهما برصاصة في صدره، بينما تعرض الثاني لضربة شديدة في الرأس تسببت في تحطيم جمجمته.