استفتاء “218” لـ “شخصية” 2020 يكشف هشاشة “المكاتب الفاخرة” في ليبيا
على غير العادة؛ ولأول مرة يذهب لقب شخصية العام 2020 لعميد بلدية “أبوسليم”، عبدالرحمن الحامدي، في استفتاء “218” السنوي.
وكشفت نتيجة التصويت، هشاشة المشهد السياسي، وعزّزت ما يطلبه الليبيون على أرض الواقع، لا عبر الاجتماعات والتصريحات والوعود التي ملّوا منها طيلة السنوات الماضية.
الأثر الواضح للعميد عبدالرحمن الحامدي؛ كان عبر منصات البلدية على مواقع التواصل، التي لا تهدأ بشكل يومي، وهي تنشر صورًا تُظهر أعمال الصيانة والتطوير للمرافق الحيوية.
هذا الاستفتاء المفاجئ، يفتح باب التكهنات القادمة في ليبيا، التي تنتظر انتخابات نهاية العام الـ2021، وقد تكسر نمطية الصور التقليدية، للأسماء التي لم تُغادر مكاتبها الفاخرة ولا مناصبها التي يرى الليبيون، أنها لم تُقدّم أي خدمات للمواطن.
وفي ظلّ جائحة فيروس “كورونا”، نجحت عدة بلديات في ليبيا، في احتواء الأزمة بعيدًا عن الجهات الرسمية في الحكومتين، بدعم من منظمات دولية، مثل منظمة الصحة العالمية و”اليونيسف” وغيرها من المنظمات التي قدّمت، وما تزال تقدّم، الخدمات والمساعدات للبلديات.
رؤية الليبي لواقعه اليوم، بلا شكّ؛ تغيّرت بشكل كبير، نتيجة تراكمات خلّفتها الحكومات المتعاقبة وورثتها حكومتا “الوفاق والليبية”، دون أي حلول جذرية للأزمات.
وهذا التغيير، تمثّل في الحركات الشبابية الغاضبة من سياسات الحكومتيْن في ليبيا، بدأت من طرابلس وبنغازي وسبها مرورًا بكل المدن والمناطق في ليبيا، التي انتفضت قبل أشهر، وهي تصرخ بصوت واحد غربًا وشرقًا وجنوبًا، “تسقط الكيانات السياسية”.