“اسأل طبيب ولا تسأل مجرب”
“اسأل مجرب ولا تسأل طبيب” مثل شعبي متوارث عن أجدادنا، لكن الغريب أنه مع تقدم الحياة وتطورّها في كل المجالات، لا يزال يحتل دورا مهما في سلوكياتنا، وهذا ما قد يسبب مشاكل كبيرة، خاصة لو تحدثنا عن التجارب الطبية.
ونجد أن بعض المرضى فور الشعورِ بألم يتجهون لسماع نصيحة من أي شخص قريب شعر بألم مشابه، دون مراعاة فارق الحالة، الجسم والأعراض.
وللحديث حول العوارض الطبّية الناجمة عن هذا السلوك، قابلت “218” طبيب الباطنية د. محمد القطرون، وكان الحوار التالي:
218: هناك من يأخذ دواء معيّنا بناءً على نصيحة صديق، أو صيدلاني في بعض الأحيان؛ كيف تصف هذا النوع من التشخيص؟
القطرون: يتم اللجوء لهذا النوع من التشخيص بسبب ارتفاع أسعار زيارة الطبيب، وازدحام طوابير المرضى في المستشفيات العامّة، لكن هذا التصرف خطير جدا، ويمكن أن يؤذي ويسبب أمراضا خطيرة في حال وصف دواء خطأ للحالة المرضية.
218: في حال الإفراط في تناول الأدوية الخطأ، ما الثمن الذي يدفعه جسم الانسان؟
القطرون: هناك أدوية تباع في الصيدليات، وتُؤخذ دون وصفة طبيّة، على سبيل المثال (المضادات الحيويّة) التي تعد دواء خطيرا من الممكن أن يؤدي لنتيجة عكسية في حال لم يكن مناسبا، فيكسب الجسم مناعة من المضاد، وحين يحتاجه الجسم من جديد، لن يستجيب له، وسيحتاج لمضادات أقوى وأغلى.
218: هناك أدوية تُصرف بوصفة، وأخرى لا تخضع لهذا الشرط، هل يعني هذا أن هذه الأدوية التي تُصرف دون وصفة غير ضارة؟
القطرون: في العرف الدولي؛ هناك أدوية تصرف دون وصفة طبيب لأمراض معيّنة ومحددة مثل: الزكام، الصداع البسيط، أو نزلات البرد الخفيفة، لكن غير ذلك ممنوع، إذ ينبغي على الصيدلاني حينها أن ينصح المريض بزيارة الطبيب.
218: نصائح أخيرة للمرضى؟
القطرون: إذا شعر أي شخص بأعراض غير طبيعية، لا بد من استشارة الطبيب فورا، ليحمي نفسه من تفاقم المرض مهما كان، ولا يستعمل الطرق التقليدية في العلاج، إذ يمكن أن تزيد الضرر عند المريض.