ارتفاع حدة المواجهات بين الجيش الوطني وتركيا
218 | تقرير
بعد كل ضربة على مواقع عسكرية في مدينة مصراتة تزداد حدة المواجهة بين القيادة العامة للجيش الوطني وبين النظام التركي القائم الذي يصر على دعم التشكيلات المسلحة .
ما يحدث فعليا على الأرض ليست مواجهة بين مصراتة والجيش، كما يريد البعض أن يروج؛ لإحداث شرخ آخر في جدار المجتمع، بل هو صراع يُرى بوضوح بين القيادة العامة وبين النظام التركي الذي دخل على خط الصراع الليبي بكل قوة رامياً بكل ثقله لإنقاذ التشكيلات المسلحة والتكتلات السياسية ذات التوجه الإسلاموي.
بعد الضربات الأخيرة لطائرات سلاح الجو على أهداف عسكرية تركية داخل مدينة مصراتة بدأت تتكرس وتتعمق ثنائية الجيش الوطني وتركيا في مواجهة واضحة، فالقيادة العامة تحدثت صراحة أنها لن تسمح بوجود قواعد تركية أو مقدمات لها في ليبيا مهما كلفها الأمر من تضحيات ومن وقت ومن جهد.
وقد زادت الضربات الأخيرة من حدة وشراسة المواجهة الثنائية، فهي جاءت بعد تحذيرات طويلة ومتكررة، وبعد تنفيذ غارات على مواقع للطائرات المسيرة في قاعدة معيتيقة وفسح المجال أمام مدينة مصراتة لما أسمته القيادة العامة بـ”مراجعة الحسابات”، ولكن ظهر اليوم بوضوح بأنه لا مفر من المواجهة الثنائية التي قد تتطلب رداً تركياً على ضربة استهدفت طائرة شحن تحمل ذخائر وأسلحة متطورة، وضربة أخرى استهدفت مكاناً للطائرات، وهي الضربة التي أحدثت زعزعةً في صفوف التشكيلات المسلحة وقواعدها التي ظنت أن بعض الأماكن عصية على الاستهداف .
واقع الحال يقول صراحة إن المستقبل لن يكون أخف وطأة، ويقول كذلك إن الصدام قد يكون في مناطق أوسع وفي نفس الوقت وبطريقة وحشية أكثر، خصوصاً وأن القارئ لنظام أردوغان يدرك تماماً أن التركي بخصاله النرجسية يرى في نفسه رجلاً لا يقهر، ولا يستطيع أحد أن يملي عليه الشروط، أو أن يجبره على مراجعة حساباته ما يجعل من فرضية خروج تركيا من المشهد الليبي الحالي أمراً مستبعداً.